
المشهد السوداني اليوم يكتنز كل تعقيدات السياسة والجغرافيا واحتمالات نهوض الدولة أو زوالها، وكلَّ تشابكات المصالح الدولية، لذلك تحتاج الدولة لمراجعة تحالفاتها الإقليمية، والمضي قدماً وبثبات إلى حلف إقليمي قوي، يدعم مواقف السودان في المحافل الدولية ، ويسهم في فك الخناق الدولي الذي تسببت فيه مليشيا الدعم السريع وحلفاءها.
الرؤية الدبلوماسية واضحة بالنسبة لحكومة “كامل ادريس” لقد أسهمت بعض الدول ايجابياً في دعم الحكومة السودانية اثناء المحنة ، منها المملكة العربية السعودية التي ساندت تحركات اللجنة الرباعية وتصدت لمؤامرة “حكومة المنفى” التي حبكت في نيروبي، هذا الى جانب مواقف داعمة ومساهمات ثرة لكل من تركيا ، سلطنة عمان، قطر في إنقاذ الدولة السودانية من الانهيار .
يجب على رئيس الوزراء تجاوز حالة الضبابية التي افرزتها تعقيدات الأزمة السودانية، والشروع في تنفيذ مشروع “مارشال” استناداً على تجربة الدول الغربية بعد انتصارها في الحرب العالمية الثانية لإنقاذ ألمانيا وقد دفعت فيه عشرات الملايين من الدولارات لكي تستعيد ألمانيا قوتَها ولا تنهار انهياراً كاملاً .
حرب ١٥/ابريل ليس نهاية التاريخ، بل بداية صفحةٍ جديدةٍ منه، صفحة يجب بناؤها بعقلٍ سياسيٍ حصيف وقراراتٍ دبلوماسيةٍ راقيةٍ تتحسس أدق المخاطر وتتلمس أعمق المخاوف وتعالج المتغيرات، وبكل صدقٍ وأمانةٍ فالإدارة الجديدة للحكومة السودانية بحاجةٍ إلى كثيرٍ من الدعم الفكري والسياسي والدبلوماسي والأمني لتستطيع النجاة بسفينة السودان ، حتى تستطيع الوقوف على قدميها مجدداً.
محبتي واحترامي