مدير منظمة مشاد لحقوق الانسان احمد عبدالله لـ(نبض الساعة):

انتشارنا في أكثر من 21 دولة أفريقية يعكس مدى التزامنا بالقضايا الإنسانية وليس أجندات سياسية

حاورته-خديجة الرحيمة
دعا مدير منظمة مشاد لحقوق الانسان احمد عبدالله، إلى فتح تحقيقات شفافة ومستقلة حول مزاعم تقارير المنظمات الدولية بشأن السودان. في حين أفاد أن الاوضاع بمدينة الفاشر تنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.

ونفى عبدالله في مقابلة مع (نبض الساعة)، اتهامات المنظمة بتنفيذ اجندات في السودان باسم العمل الانساني، واشار إلى انتشار المنظمة في أكثر من 21 دولة أفريقية يعكس مدى التزامها بالقضايا الإنسانية وليس أجندات سياسية.

*هناك تقارير دولية تتحدث عن مجاعة في السودان، بينما تنفي الحكومة ذلك. ما تقييمكم للوضع وهل لديكم إحصائيات دقيقة؟

تعاني البلاد من أزمة إنسانية خطيرة تتفاقم يومًا بعد يوم، ولدينا إحصائيات دقيقة وموثوقة تؤكد حجم المعاناة. تعود أسباب هذه الأزمة إلى عمليات النهب والاعتداءات التي طالت ممتلكات المدنيين وقوافل الإغاثة من جانب قوات الدعمالسريع، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والخدمات الأساسية، خاصة في المناطق الأكثر تضررًا.

وتشير البيانات الميدانية والتقارير الصادرة عن منظمات أممية ومحلية وشهادات موثقة إلى أن السودان يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية والإنسانية على مستوى العالم، وتتمثل أبعادها الكارثية، حيث يعاني ما لا يقل عن 24.6 مليون شخص، أي ما يعادل نصف سكان البلاد من انعدام تام للأمن الغذائي الحاد، نتيجة الانهيار الكامل في سلاسل الإمداد والإنتاج الزراعي.

كما اضطر أكثر من 3.5 مليون سوداني إلى الفرار نحو دول الجوار بحثًا عن الأمان والغذاء والرعاية، في موجة لجوء تُعد من الأكبر في تاريخ النزاعات المعاصرة في القارة الإفريقية، إلى جانب كونه يواجه أكثر من 838 ألف شخص مستويات كارثية من الجوع الشديد والنقص الكامل في الرعاية الصحية الأساسية، في ظل تفشي الأوبئة وانعدام المساعدات.

*ماذا بشأن الاوضاع الانسانية في الفاشر في ظل تصاعد المواجهات العسكرية أين انتم؟

نتابع بقلق بالغ التصاعد الخطير في العمليات العسكرية داخل مدينة الفاشر وما حولها، وما نجم عنها من تداعيات إنسانية كارثية على المدنيين، خاصة في ظل الحصار، وانقطاع الخدمات الأساسية، وتقييد حركة المساعدات الإنسانية. إن الأوضاع في المدينة باتت تنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة، ونؤكد أن حماية المدنيين يجب أن تظل أولوية قصوى لجميع الأطراف، وفقًا للقانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان.

*تعليقكم على تقارير المنظمان الدولية فيما يتعلق بالاوضاع في معسرات النزوح بدارفور وما هي حقيقة تعرض بعض النساء للعنف الجنسي؟

نأخذ على محمل الجد التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية والحقوقية التي توثق تدهور الأوضاع المعيشية في معسكرات النزوح بدارفور، بما في ذلك محدودية الوصول إلى الغذاء، المياه، والرعاية الصحية، إلى جانب الانتهاكات المقلقة بحق النساء والفتيات.
وندين بأشد العبارات جميع أشكال العنف الجنسي، ونطالب بفتح تحقيقات شفافة، مستقلة، وذات مصداقية في هذه المزاعم، ومحاسبة الجناة، كما نكرر دعواتنا لحماية النساء والفئات الأكثر ضعفًا من أي استغلال أو اعتداء، وضمان توفير الدعم النفسي والطبي الكامل للضحايا.
كما ندعو المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لتأمين ممرات إنسانية آمنة، وضمان وصول الإغاثة دون عوائق لجميع المحتاجين في مناطق النزاع.

*ما موقفكم من الحرب الدائرة في السودان؟

نرى أن هذه الحرب تمثل كارثة إنسانية تهدف إلى تدمير السودان وتهجير شعبه، وهي ليست مجرد نزاع داخلي، بل وسيلة للسيطرة على موارد البلاد دون إشراك السودانيين في تقرير مصيرهم. نحن نرفض استمرار هذا النزاع ونعمل على مواجهته من خلال المسارات الدبلوماسية والقانونية.

*هناك انتقادات لعمل المنظمة، كيف تردون عليها؟

نحن نرحب دائمًا بالنقد البناء، لكن بعض الانتقادات تأتي من جهات تحاول التشويش على جهودنا أو تروج لمصالح أطراف أخرى. “مشاد” منظمة أثبتت وجودها على المستويين الإقليمي والدولي، ونحن نركز على عملنا الإنساني بعيدًا عن أي محاولات للتشويه أو العرقلة.

*ما حقيقة المزاعم حول الفساد داخل المنظمة والتغييرات في قيادتها؟

هذه الادعاءات كانت جزءًا من حملة منظمة استهدفت ضرب مصداقيتنا وإضعاف جهودنا. لكننا استطعنا تجاوز هذه المحاولات، وبفضل العمل الدؤوب لرئيس المنظمة وفريقها، نجحت “مشاد” في تعزيز مكانتها كإحدى أبرز المنظمات المدافعة عن حقوق الشعب السوداني.

*كيف تصل إليكم شكاوى المتضررين وهل هناك استجابة سريعة؟

لدينا فرق ميدانية تتابع وتوثق الأوضاع في مختلف مناطق السودان، بالإضافة إلى قنوات مباشرة للتواصل مع المتضررين. هذه المنظومة تتيح لنا الاستجابة الفورية للاحتياجات الإنسانية وتقديم الدعم بشكل فعال.

*البعض يتهم “مشاد” بأنها منظمة ذات طابع سياسي أكثر من كونها إنسانية، كيف تردون على ذلك؟

هذا الاتهام يعكس سوء فهم لطبيعة عملنا. “مشاد” منظمة إنسانية تعمل وفق المعايير الدولية، ودورها في توثيق الانتهاكات ومناصرة حقوق الضحايا هو جزء أساسي من العمل الحقوقي. انتشارنا في أكثر من 21 دولة أفريقية يعكس مدى التزامنا بالقضايا الإنسانية، وليس أجندات سياسية.

*كيف تقيمون وضع حقوق الإنسان في السودان؟ وما أبرز التحديات التي تواجهكم؟

الوضع في السودان حرج، حيث نشهد انتهاكات واسعة تستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا. نحن نعمل على تقديم مقترحات لتعزيز آليات المساءلة ومنع الإفلات من العقاب، كما نضغط لوقف تمويل الأطراف المتورطة في الانتهاكات.

*هل السودان مستعد لاحتواء ملف حقوق الإنسان؟

السودان بحاجة إلى جهود كبيرة لترسيخ مفاهيم حقوق الإنسان وتعزيز الوعي المجتمعي، ويتطلب ذلك قيادات قوية ومبادرات جادة لدعم سيادة القانون والعدالة.

*مع تصاعد الأزمة الإنسانية، ما هي خططكم لمعالجتها؟

نعمل على عدة مستويات، منها التصدي لتمويل الجهات التي تغذي الصراع، وتقديم المساعدات للنازحين والمتضررين. كما نواصل جهودنا الدبلوماسية لحشد الدعم الدولي، ونعمل مع شركائنا لتأمين الإغاثة العاجلة للمناطق الأكثر احتياجًا.

*أطلقت منظمتكم مبادرة لدعم ضحايا الحرب بأطراف صناعية، ما دوافعها وما الذي تم تحقيقه حتى الآن؟

هذه المبادرة جاءت استجابة مباشرة لاحتياجات ضحايا الحرب، حيث قمنا بتجهيز أكثر من 1400 طرف صناعي حديث، ونعمل على توفير مشاريع إنتاجية للمستفيدين لمساعدتهم على استعادة حياتهم بشكل طبيعي.

*ما هي خطط “مشاد” المستقبلية؟

تركز خططنا على إعادة الإعمار والتنمية، ودعم المشروعات الإنتاجية للشباب، وتعزيز القطاع الزراعي عبر توفير المعدات الحديثة. كما نواصل العمل على تحقيق العدالة للضحايا وتعزيز الاستقرار والسلام في السودان.

Exit mobile version