السودان: أدلة دامغة بتورط الإمارات في إدارة أكبر عملية مرتزقة بإفريقيا

الخرطوم- نبض الساعة
كشف سفير السودان بلندن بابكر الصديق، عن أدلة دامغة على تورط دولة الإمارات في تمويل وإدارة أكبر عملية مرتزقة في تاريخ إفريقيا الحديث عبر دعم مليشيا الدعم السريع الإرهابية.
وأوضح السفير في مؤتمرا صحفيا بمقر السفارة السودانية تناول فيه تطورات الأوضاع السياسية والإنسانية في السودان، أن تقارير موثقة تكشف عن شبكة واسعة من المقاتلين الأجانب تضم مرتزقة من كولومبيا ودول إفريقية وأوروبية، يتم تجنيدهم عبر شركات أمنية خاصة مقرها الإمارات، ونقلهم إلى السودان للمشاركة في القتال إلى جانب المليشيا.
وأشار إلى أن هذه العناصر تُستخدم في تشغيل الطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة، وشن هجمات نوعية على المدنيين، إضافة إلى تدريب أطفال لا تتجاوز أعمارهم عشر سنوات على القتال، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
كما استعرض السفير تفاصيل عملية سرية أُطلق عليها اسم “ذئاب الصحراء”، جرى خلالها استقدام مئات المرتزقة الكولومبيين عبر شركات وهمية، مرورا بالإمارات، ثم تهريبهم إلى دارفور، حيث تورطوا في هجمات دموية وعمليات قصف عشوائي، كان أبرزها مجزرة مخيم “زمزم” للنازحين التي أودت بحياة أكثر من 1,500 مدني في أبريل 2025.
وفي الشق الإنساني، تحدث السفير عن الحصار الخانق الذي تفرضه مليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر منذ أكثر من عام، ما أدى إلى مجاعة تطال نحو 1.5 مليون شخص يعيشون على بقايا الطعام وعلف الحيوانات. وقال إن الأمم المتحدة أقرت بفشلها في إدخال حتى شاحنة مساعدات واحدة عبر معبر “أدري” من تشاد إلى معسكر زمزم، حيث أعلنت عن حدوث مجاعة في أغسطس 2024، رغم أن معبر “أدري” ظل مفتوحا طوال عام كامل. وذات الشيء بالنسبة للفاشر، وهذا بسبب رفض المليشيا السماح بمرور القوافل الإنسانية.
وتناول السفير أيضًا إعلان المليشيا الإرهابية وتوابعها سلطة وهمية، مشيرا إلى التحالف الانتهازي الإجرامي بين المليشيا وحركة عبد العزيز الحلو لتجويع وتقتيل مواطني جنوب كردفان، خاصة في مدينتي كادقلي والدلنج. وأشار إلى الموقف القوي للاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية وعدد من الدول الشقيقة والصديقة ضد هذا الكيان الزائف، ورفضها تمزيق السودان. ودعا أعضاء المجتمع الدولي للاقتداء بهذه المواقف، لأن عدم التصدي لهذه المحاولة بجدية سيشجع على تقسيم دول القارة الإفريقية ويضعف الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب، خاصة وأن إفريقيا بها العديد من الحركات المسلحة، بعضها يستخدم الإرهاب.
وانتقد السفير صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الانتهاكات، ودعا إلى فرض عقوبات على الحكومات والشركات والبنوك المتورطة في تمويل المرتزقة.
وطالب بملاحقة قادة المليشيات أمام القضاء الدولي بجانب تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية دولية، واعتبار راعيتها دولة راعية للإرهاب.