آراء ومقالات

“شباب السودان… طاقة لا تعرف المستحيل”بقلم د. علاء عماد الدين البدري

بعد أن استعادت الخرطوم أنفاسها بفضل الله أولاً ثم بتضحيات القوات المسلحة والقوات المساندة لها وبدأ المواطنون في العودة تدريجيًا إلى حياتهم انطلقت مبادرات شبابية عفوية في مختلف الأحياء والمدن لإعادة الحياة وتنظيف الشوارع وإعادة بناء ما دمرته الحرب.

هذه المبادرات التي ظهرت بشكل ملهم في ولاية الخرطوم وولايات أخرى والوقوف على العمل على التكايا أيام الحرب، تؤكد أن الشباب السوداني هو طاقة فاعلة لا يُستهان بها إذا أُتيحت له الفرصة وأُزيلت من أمامه العقبات.
لكن السؤال الأهم: ماذا بعد؟
لقد ضيعت الحرب سنوات من عمر شبابنا حرمتهم من فرص التعليم والعمل والاستقرار ومع بداية مرحلة التعافي يجب أن تكون الخطة القادمة واضحة وشاملة تمكين الشباب اقتصاديًا واجتماعيًا.

أولى الخطوات نحو هذا الهدف هي توفير قروض ميسّرة للشباب تمكنهم من إنشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة تفتح لهم أبواب الإنتاج وتعزز من ثقتهم في المستقبل فالكثير منهم يمتلك الأفكار لكنه يفتقر للتمويل والإمكانيات.
إن إنشاء شراكات استراتيجية بين البنك المركزي السوداني والشباب يُعد خطوة جوهرية نحو تعجيل التعافي الوطني ويمكن أن يتم ذلك عبر:
• تأسيس صندوق لدعم مشاريع إعادة الإعمار الشبابية.
• تقديم قروض بدون فوائد أو بفوائد رمزية.
• تبني برامج تدريب مهني وإداري تساعد الشباب على إدارة مشاريعهم بفعالية.

كذلك يجب أن يكون هناك تعاون مع القطاع الخاص الوطني ليتحول إلى شريك حقيقي في هذه المرحلة سواء عبر الدعم المباشر أو عبر احتضان مشاريع شبابية أو تدريب الشباب، إن الرهان على الشباب ليس مجرد خيار بل هو ضرورة وطنية ملحّة فبهم يُبنى الوطن وبطموحاتهم تتحقق أحلام الأجيال، ولعل أبرز ما نحتاجه الآن هو رؤية اقتصادية داعمة ومجتمع يثق في شبابه.

إن تمكين الشباب اليوم هو استثمار مباشر في استقرار السودان غدًا فهم ليسوا فقط قوة بشرية ضخمة بل هم الأقدر على الإبداع والتجديد والمرونة في التعامل مع التحديات، يجب أن تتحول هذه الرؤية إلى خطط عملية تدعم الشباب لا بالشعارات، بل بالتمويل والتدريب والتشجيع، ولعل أنجح التجارب في دول كثيرة بعد الحروب والكوارث كانت عندما تم الاعتماد على الشباب وتمت معاملتهم كـ شركاء في التنمية لا كـ عبء على الدولة.

السودان الجديد يحتاج إلى عقول وسواعد شبابه… فلا نهضة بدونهم ولا تنمية حقيقية من دون مشاركتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى