آراء ومقالات

عثمان ميرغني يكتب: مفترق الطرق..

 

 

لم تعد في السودان دولة بالمعنى المصطلحي.. بل مجرد سلطات تحاول الاحتفاظ بالبلاد في حيز “قدر ظروفك”.. أقل ما يسمح به نبض العمل الديواني.

الدولة السودانية في مفترق الطرق.. انتهت مراحل كسب الوقت واللعب على الزمن التي امتطت ظهر ست سنوات حسوما.. الابقاء على الأوضاع الراهنة لم يعد خيارا متاحا.. و تساوت مخاطر السكون مع الحركة.

الحـ؛رب لم تعد وجها عسكريا منفردا.. تعددت الأوجه حتى بات الوجه العسكري أقلها خطورة.. في مقابل الوجه المتوحش لانهيار الدولة بفعل الفساد السياسي الذي يوفر أفضل تربة للفساد الاقتصادي والاداري والاجتماعي.

لم تعد في السودان دولة بالمعنى المصطلحي.. بل مجرد سلطات تحاول الاحتفاظ بالبلاد في حيز “قدر ظروفك”.. أقل ما يسمح به نبض العمل الديواني.

للأسف هذا الواقع يتجاهله الكثيرون.. اما رهبة خشية غوائل المواجهة .. او رغبة في حصاد أكبر قدر من المغانم المستباحة.

الآن نحن أمام المحك..

ليس فقط السير في طريق التسوية السياسية للوصول إلى سلام مستدام فحسب.. بل ولتأسيس دولة حقيقية قادرة على ادارة البلاد و حماية مصالح الشعب السوداني.

من الحكمة ان ينتبه الشعب للوضع الحالي.. وخيارات مواجهة الواقع..

الافراط في ثنائيات “كيزان – قحاتة” وغيرها من السجالات السياسية لن يفيد أحد.. لن يوفر مقعدا لتلميذ في المدرسة .. ولا دواء لحمى الضنك ولا طعاما لجائع ولا كهرباء ولا ماء..

الضغط على السلطات للاستجابة لمطلوبات الوطن والمواطن هو السبيل الوحيد لانقاذ بلادنا من وهن الحاضر و هاجس المستقبل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى