القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار لـ(نبض الساعة):هناك قوى داخلية تقاتل بالوكالة لخدمة اطماع دولية واقليمية
هذا (...) موقفنا المبدئ من الدعم السريع

هذا (…) موقفنا المبدئ من الدعم السريع
هناك تغيّب لموقف الحزب من الإعلام المعادي
تمسك “تقدم” بثورة ديسمبر لن يصدقه احد
لم تترجم الجهود الدولية لمواقف ملموسة
حوار خاص-نبض الساعة
اتهم الحزب الشيوعي، قوى داخلية- لم يسمها- بالقتال بالوكالة لخدمة اطمأع دولية واقليمية ضمن مخطط الولايات المتحدة الأمريكية في السودان والمنطقة.
في الاثناء أشار القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار في مقابلة مع (نبض الساعة)، تنسقية “تقدم” تحالف صمود حاليا إلى هناك انطباع بأنها الظهير السياسي لمليشيا الدعم السريع منذ التوقيع مع رئيس الجنجويد إعلان سياسي في كينيا، كما بين إلى ان تقدم لم تحقق اية مطلب من مطالب الثورة وأن حديثها عن تمسكها بثورة ديسمبر لن يصدقه احد.
وبين كرار، أن هناك تغيّب لموقف حزبه من الإعلام المعادي، وأن الشيوعي حذر من عهد نظام الإنقاذ من تسليح الجنجويد قطاع الطرق، كموقف مبدئي للحزب من المليشيا.
*هناك من يقول إن صوت الحزب الشيوعى غائباً حيال الانتهاكات التي يتعرض لها المواطن في دارفور والجزيرة؟
لم يغب صوت الحزب في أي وقت، ولكن يتم التعتيم على موقفه من قبل الاعلام المعادي للثورة والوطن، فمنذ انطلاقة هذه الحرب في يومها الأول نادينا في بيان صدر عن اللجنة المركزية بوقف اطلاق النار، لتفادي العواقب الوخيمة التي سيتعرض لها المدنيون والوطن ولكن لا حياة لمن تنادي، ونحن نقرن الاقوال بالافعال..
فمنذ أن صنعت الانقاذ الجنجويد ودربتهم وسلحتهم لابادة اهل دارفور.. حذرنا من خطورة تسليح قطاع الطرق والخارجين على القانون.. هذا موقف مبدئي من هذه المليشيا وأي سلاح خارج القانون.. وبعد الثورة كان الحزب الشيوعي ولجان المقاومة يرفعون شعار حل مليشيا الدعم السريع وعودة العسكر للثكنات ولكن في سياق التآمر على الثورة جرى تقوية نفوذ الدعم السريع سياسيا واقتصاديا وعسكريا .. من نفس القوى التي تعتبره الان خصما وعدوا لدودا ..
وتوجهت كل البنادق بما فيها بنادق الجنجويد نحو صدور الشعب قتلا وسحلا والتاريخ القريب شاهد .. وما حدث في الجزيرة من قتل وترويع من قبل المليشيا وجد منا كل الادانة .. وقتل المدنيين من اي من الاطراف المتحاربة يعتبر جريمة حرب ..وجريمة ضد الانسانية .
هذه الادانات لا نقولها سرا بل علنا .. ليس في داخل السودان بل خارجه ايضا ..وكما تلاحظون فإن تحالف قوى التغيير الجذري الذي نحن جزءا منه كان خاطب الجمعية العامة للامم المتحدة في اجتماعها الاخير حول جرائم الجنجويد بالجزيرة ..
وعمم مذكرة دولية للشعوب والاحزاب الصديقة للوقوف مع الشعب السوداني والضغط لإيقاف الحرب ..
*الأزمة الإنسانية في تصاعد مخيف جراء النزوح والتهجير القسري اليومي في الخرطوم والجزيرة وغيرها ما هي سبل معالجة الأزمة الإنسانية من جانبكم؟
الأزمة الانسانية والانتهاكات الخطيرة التي حدثت وتحدث بشكل يومي،فوق أي تصور ليس الجوع وحده هو الذي يفتك بالمواطنين العالقين في مناطق الحرب، بل الأمراض الفتاكة ونقص الدواء والأرقام صادمة ومخيفة..
تبذل مجهودات كبيرة من قبل منظومات شعبية واحزاب ونحن من ضمنها لتوفير ما يمكن توفيره من مساعدات غذائية وطبية، للتكايا التي تمثل روح الشعب السوداني في تقاسم الغذاء وللمراكز الصحية والمستشفيات التي تقدم خدماتها في ظروف غاية في التعقيد ..
ورغم هذه الاوضاع المأساوية فاطراف الحرب لا تأبه بما حدث،والطرفان يعرقلان دخول المساعدات الانسانية لمناطق سيطرتهما، ويرفضان اي هدنة تخفف من وتيرة الموت والترويع ..
كما وينفيان وجود اي ازمة ومجاعة ..
هذه الازمة والمعاناة نتاج مباشر للحرب التي عصفت بالقطاعات الانتاجية وبالبنيات التحتية وخلقت موجات نزوح ولجوء غير مسبوقة .. وحلها النهائي في وقف الحرب واستعادة الاوضاع الطبيعية، لكن والي حين ان تنتهي الحرب .. فالمبادرات المجتمعية وجهود السودانيين بالخارج .. هي التي تخفف من وطأة المعاناة ..
المهم ايضا الضغط الشعبي على اطراف الحرب .. لفتح المسارات والطرق وتسهيل انتقال الناس والغذاء والدواء لمناطق الاشتباكات، الضغط الشعبي هو الاساس وهو الذي ينجح في أغلب الاحيان ..
الحرب كل يوم تفصح عن وجهها القبيح وجوهرها وهي حرب علي الشعب والوطن بلا أدنى شك
*كيف تنظرون لمبادرة الرئيس التركي للتوسط بين السودان والامارات؟
حول المبادرة التركية فإن موقف الحزب الشيوعي إزاء كل المبادرات الفاشلة السابقة نابع من طبيعة تلك المبادرات وتورط الدول ذات نفس المبادرات في الحرب التي تدور .
وقلنا فشلت المبادرات الدولية والإقليمية في وقف الحرب التي شارفت على إكمال عامها الثاني، وأخفقت في محاصرة تداعياتها الكارثية على الشعب والوطن، بل حتى في فرض هدن لفتح مسارات آمنة لإيصال الإغاثات الإنسانية الشحيحة أصلاً إلى المتضررين في مناطق العمليات، ومعسكرات النزوح، ومراكز اللجوء بسبب الحرب وويلاتها. (تقارير وكالة غوث اللاجئين تشير إلى توفير 12٪ فقط من الاحتياجات المطلوبة) وقد نتج هذا الفشل عن: –
– عدم جدية المبادرات الدولية والإقليمية يرجع إلى افتقارها لأسس وقواعد ملزمة تجبر طرفي الحرب على إيقافها وإعادة السلام. اكتفى المبادرون بإصدار بيانات عن تداعيات الحرب على المواطنين، تتضمن الشجب والإدانة وإبداء القلق، مع التلويح بالعقوبات عند الضرورة. ومع ذلك، لم تُترجم هذه المواقف إلى أفعال ملموسة.
استطالة الحرب في السودان تعود إلى صراعات دولية وإقليمية تتنافس على موارده، مما أدى إلى تنافر وتباين مواقف هذه القوى بشأن قضية السودان وطرفي الحرب.
جعل هذا التباين المبادرات غير فعالة، حيث طغت مصالح الدول والأطراف المبادِرة على أي اعتبار آخر. بل يُلاحظ أن المصالح المتضاربة والتنافر ليست فقط بين المبادرات المختلفة، بل داخل المبادرة الواحدة نفسها، حيث يسعى كل طرف إلى توسيع نفوذه في السودان وجني النصيب الأكبر من موارده وثرواته، مع إقصاء الأطراف الأخرى المشاركة في نفس المبادرة.
– وبالرغم من إبداء الجميع حرصهم الظاهري على وقف الحرب، فإن لكل طرف يدًا خفية يمد بها إلى أحد طرفي الحرب (حليفه الداخلي)، بالسلاح والعتاد والمساعدات اللوجستية، بهدف تغيير توازن القوى في الحرب لصالح حليفه. يأتي ذلك حرصًا على تحقيق مطامعه في السودان عند وقف الحرب، والتوصل إلى اتفاق لتقسيم السلطة والثروة والنفوذ.
– أكدت مجريات الأحداث أن الحرب الدائرة في السودان ليست حربًا داخلية محضة بين الطرفين المتحاربين، بل لها أبعاد دولية وإقليمية يتصارع أطرافها على أرض السودان.
ومن الواضح أن هذه الصراعات الخارجية تتجلى في صراع داخلي بين قوى محلية تحارب بالوكالة، موالية لهذا الطرف أو ذاك من القوى الخارجية، دون اكتراث بما يحيق بالشعب من مخاطر، أو بما يتعرض له الوطن من تدمير وانتهاك للسيادة، ومن تجزئة وتقسيم يخدم مطامع القوى الدولية والإقليمية.
ويأتي ذلك استكمالًا لمخطط تقوده الولايات المتحدة في المنطقة، يهدف إلى إعادة ترسيم حدود دولها بما يخدم المصالح الإمبريالية، مستخدمة في ذلك نظرية “الفوضى الخلاقة” كأداة لتنفيذ هذه الأجندات.
-وعليه وكما نرى لن يحدث أي اختراق كبير من خلال المبادرة التركية .. وعموما فإن من اشعل الحرب لا يمكن ان يجلب السلام
*ما الذي تحتاجه القوى المدنية السياسية السودانية لإيقاف الحرب؟
الحديث حول ايقاف الحرب وجهود القوى السياسية من أجل ذلك يفترض بالضرورة
معرفة أسبابها ودوافعها الحقيقية ..
ونحن في الحزب الشيوعي ومنذ انطلاقة هذه الحرب كنا ندرك أن الحرب وظفت للترويع وترهيب المواطنين، واجبارهم علي هجر الديار و الأوطان طمعا في الاستيلاء علي الأراضي البكر والموارد، ولتشتيت قوى الثورة وفك لحمتها لفرض واقع جديد في السودان تنفيذا لمخطط اجرامي لقوى دولية واقليمية متنافسة علي مد النفوذ وفرض وصايتها علي السودان ونهب الموارد والثروات، وتسعى لاستغلال الموقع الجيوسياسي للسودان في قلب أفريقيا ومجاورته لسبع دول أفريقية وللقرن الأفريقي وموقعه علي البحر الأحمر، لمد نفوذهم علي كامل أفريقيا من جانب، وللهيمنة علي الممر التجاري الدولي الهام، البحر الأحمر، وبغرض دفع بلادنا للانخراط في مظلة النظام العالمي الجديد دون أن تتهيا له، بانتهاج سبيل اقتصادي يعتمد فيه علي ذاته اقتصاديا وتنمويا، واكتفاءا من الغذاء، يمكنه من تملك قراره والمنافسة بتكافؤ وندية في التجارة العالمية.
وقد ساعد ذلك انتهاج حكومات الثورة لطريق الليبرالية الجديدة .. والانحراف عن أهداف الثورة .. وبالتالي فالحرب تكاد تكون حرب وكالة .. لتنفيذ أجندات أجنبية ..
في مواجهة ذلك نحن نعول علي ارادة الشعب من خلال بناء جبهة جماهيرية موحدة لا تقف فقط عند حدود انهاء الحرب بل تسترد الثورة وتعاقب مجرمي الحرب .. وتضع الاساس لدولة مدنية ديمقراطية ..
وهذه الجبهة لم ولن تبدا من الصفر بل تستند علي تراكمات ثورية وجماهيرية ثرة خلال السنوات السابقة وعلي دروس التحالفات الماضية .. وواثقون من قدرة الشعب على انجاز هذه المهام .. وغل يد تجار الحروب وتصفية المليشيات .. والانتصار للثورة ..
*تقدم لديها الآن حراك سياسي تؤكد من خلاله تمسكها بالثورة تعليقك؟
لا يخفي علي الجميع ان تقدم في جوهرها تمثل المجلس المركزي للحرية والتغيير والحكومة الانتقالية المدنية التي كانت موجودة قبل انقلاب البرهان..
ومكثت في الحكم بالشراكة مع العسكر عامين او يزيد لم تحقق فيهما اي مطلب من مطالب الثورة،بل كانت مواكب الثوار تقمع بالحديد والنار امام مجلس الوزراء .. وبالتالي فالحديث الان عن التمسك بالثورة دون تفسير المواقف السابقة ونقدها لا يستقيم ولن يصدقه أحد .. ونحن في الحزب الشيوعي كنا قد خرجنا من الحرية والتغيير.
ورفضنا اي مشاركة في الحكومة الانتقالية لعلمنا ان قوى الحرية والتغيير. وحكومتها انحرفتا عن الثورة.. وصارا من ضمن معسكر الثورة المضادة وهذا يرتبط بمواقفهم السياسية ومصالحهم الاجتماعية وارتباطاتهم الخارجية فيما سميناه نحن بالهبوط الناعم ..
ربما تبكي تقدم الان علي اللبن المسكوب لكن الشعب تعلم من دروس الماضي ان نصف ثورة لا تصنع ثورة.. وان سلطة الشعب تعني سلطة الثوار من قلب الشارع وليست سلطة الافندية المجلوبين من الخارج
*الكثير يرون أن “تقدم” تمثل الحليف السياسي للدعم السريع ما رأيك؟
لا اعتقد ان مقولة تقدم هي الظهير السياسي للدعم السريع صحيحة .. ولكن توقيعها لاعلان سياسي مع قائد الدعم السريع وبعض تصريحات منسوبيها، تعطي هذا الانطباع .. واذا ما نظرنا للاحداث ما قبل الحرب والجدل حول الاتفاق الاطاري الذي روجت له قوى الحرية والتغيير والموافقة الضمنية للدعم السريع عليه آنذاك .. فان ذلك يعكس تقاربا في الرؤي والمفاهيم بين تقدم والدعم السريع .. وبالتالي فان تقدم الان لا تصنف بالكامل كقوة سياسية مناهضة للحرب ..
وربما كان ذلك مرده لتعدد المواقف والتباينات داخل تقدم نفسها وهو ما افصح عن نفسه في الموقف من حكومة المنفي .. البعض يتبناها
والبعض يرفضها .. وبالتالي ينفتح الباب لتكهنات عديدة حول العلاقة بين تقدم والدعم السريع وما اذا كانت حليفا له ام لا
*أين موقفكم من الصراعات السياسية والحرب الدائرة حاليا؟
وقع إنقلاب 25 أكتوبر 2021 لمناهضة نضال الشعب لاسترداد الثورة ، وعودة الجيش لثكناته وحل المليشيات وعملياً تمكنت الجماهير من شل تطور الإنقلاب إلى حكومة معترف بها. لجأت حينها القوى المعادية للثورة من قوى الداخل والخارج إلى توظيف حرب أبريل 2023 التي نتجت عن تناقضات ثانوية غير تناحرية بين طرفي الانقلاب لخدمة ما هومشترك بينهم من تناقض تناحري مع الثورة للإجهاز عليها ولتصفية مشروع التغيير الجذري .
– تم توظيف حرب أبريل بشكل ممنهج لخلق حالة من فوضى عارمة وانفلات أمني قصد به ترهيب المواطنين وضرب مراكز الثورة بتفريغ العاصمة القومية ومدنها وإجبار المواطنين على مغادرةالديار من تلقاء أنفسهم نزوحاً إلى مناطق آمنة داخل البلادوخارجها
بجانب مواصلة شن الحرب وممارسة ذات جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وعمليات ترقى للإبادة الجماعية في مناطق النزاعات السابقة، تم تمديد الحرب إلى مناطق أخرى كالجزيرة وكردفان والنيل الأزرق وتهديد ولايات أخرى .
وبالتالي فمن أول يوم للحرب قلنا أن هدفها هو الشعب وثورته وحذرنا من مآلات استمرارها بما سيهدد وحدة الوطن .. ودعونا الشعب للضغط لايقافها وهزيمة المؤامرة التي تستهدف الثورة .. والا منتصر ولا مهزوم في هذه الحرب .. وهذا ما ثبت بالفعل بعد عامين من الحرب المروعة ..
ولكن وقف الحرب كما نراه عن طريق الإرادة الشعبية، وتصعيد النضال ضد استمرار الحرب .. وكشف مراميها واجندتها ..
هذه الحرب خلقت عشرات المليشيات الجديدة .. وخلفت آلاف القتلى وعصفت بالاقتصاد، وخلقت انقسامات مجتمعية حادة .. وفتحت الباب لتدخلات أجنبية كثيرة ..
الموقف الوطني الصحيح أن البندقية ليست حلا للمشاكل العالقة والحرب نفسها اشتعلت بسبب أجندة سياسية ..
واثقون نحن من انتصار الشعب .. وانتزاع سلطته المدنية من اجل ابعاد شبح الحروب مستقبلا وحل كل المليشيات وهيكلة القوات النظامية بما يتيح قوميتها ومهنيتها وابعادها عن الحكم والاقتصاد .
*تعليقكم على فك ارتباط تقدم؟
تقدم نفسها كانت جسما فضفاضا هلاميا .. وقوى جمعتها مصالح محددة، وفي سياق طول أمد الحرب تباينت المصالح ..
وبالتالي كان لا بد من التصدع والانشقاق الحادث اليوم فلقد راهنت تقدم كثيرا على الحصان الأجنبي،وما يسمى بالمبادرات..
والخارج نفسه متورط في هذه الحرب حتي النخاع .. وحتى عندما كانت أجزاء من تقدم في موقع السلطة بعد الثورة غضوا الطرف عن مطالب الثورة والشعب،واليوم ايضا لا يراهنون على الشعب وهي مدرسة سياسية تحكم نهجهم ،وبالتالي فلا مستقبل لمن يبتعدون عن الشعب
*لماذا يرفض الحزب الشيوعي الانضمام لتحالف “تقدم” ؟
خط الحزب الشيوعي السياسي واهدافه، ونظرته للاحداث قبل وبعد الحرب تختلف جذريا مع توجهات تقدم وافكارها وبرنامجها السياسي .. وبالتالي فنحن وتقدم خطان متوازيان لا يلتقيان ..
ويمكن القول أن تقدم هي راس رمح الهبوط الناعم في بلادنا، وبالتالي فهي على مستوى التوصيف السياسي داخل الحلف الذي نسميه الثورة المضادة ..
*ما هي رؤيتكم لوقف الحرب واستقرار السودان؟
رؤيتنا لوقف الحرب واسترداد الوطن والثورة فصلناها في مبادرة طرحت مؤخرا .. بعد سلسلة من المشاورات مع قوى سياسية ومجتمعية .. وبعد تحليل مجريات الحرب واستنادا على مواقفنا خلال السنوات الماضية ..
فكرة المبادرة تقوم على ان جماهير الشعب التي تكتوي بنيران الحرب هي صاحبة المصلحة في ايقافها واستعادة مسار الثورة لتحقيق اهدافها المعلنة .. وان للحرب اجندات ظاهرة وخفية وكلها ترمي الي تفتيت وترويع قوى الثورة ..
من خلال الحرب وصولا لانفراط عقدها .. واتخاذ الحرب مدخلا لعودة قوى الثورة المضادة بما فيها فلول النظام البائد بمعني اعادة السودان لنفس التبعية والارتهان للخارج ومن اجل وقف الحرب واسترداد الثورة فاننا نواصل العمل لتوحيد قوى الثورة في جبهة جماهيرية .. وهو عمل متواصل وتشترك فيه قوى كثيرة ..
واضعين في البال ان المبادرات الخارجية وبعض القوى المرهونة للخارج تحاول جر البلاد للخلف واعادة شراكة الدم ..
ونفي الثورة .. ولكننا علي يقين بان ارادة الشعب ستنتصر وهذا هو موقفنا ومسارنا الذي لا نحيد عنه .. وحركة الجماهير نفسها متمرسة علي النضال والاستبسال .. وبالتالي لا نتطلق من نقطة الصفر