آراء ومقالات

“من همس الواقع”د.غازي الهادي السيد يكتب……

التكينة رمز الصمود

ما من قرية بولاية الجزيرة إلا وقد هزتها رياح الغدر والخيانة وأصابها خبث هؤلاء الأوباش فقتلوا وشردوا أهلها حتى ولو أنها قاومت عدا قرية التكينةالصامدةالتي صارت صخرة عز وصمود تكسرت عندها جبروت وطغيان المرتزقة بحداثة آلتهم وفتكها التي قابلها أبناؤها بصدور عارية وبسلاح أبيض وغيره ليسجلوا تاريخا بطوليا تتقزم في وصفه الكلمات وتتصاغر الأحرف عن كتابته وتعجز ريشة أجدر الرسامين عن رسمه ليكون هذا الموقف موقفا تاريخيا تسجله الأجيال لها على صفحات التاريخ نموذجا للشجاعة ومواقف الكرامة ومعاني الفراسة والثبات ضاربة بذلك مثالا للمقاومة الشعبية الحقيقية فنقول لها:
يا تكينة العز قد بك ارتــوينا فــــــــــــــخرا وعزا فــــأنت نبع الكـــــرامة ووطن الرجــــــالْ
دانت اليك بالمــــــجد قلــــــوبنا يادار العزة ويا مهد الجــــمالْ خــطّت تاريخك دماَ و ســـطر ابناؤك أسمى ايــــــات الـــــنضالْ وأوعزَت بالخـــير لكل مـــسالم و ألقت له بالســـــــــــــلم الحبالْ تمايز أبنـــــاؤك بــين عـــــالم و مزارع أنبت بالأرض الحلالْ سألنا الـــمــولى لك مكارمــــــا وخـــــيرا بعدد ذرات الرمـالْ. و شـــرفا بين القـرى و موضعا سَمياً فـــــوق هامـــــات الـجبالْ فيا بــشــــرى أهلــــنا بحـــــــاضرٍ وغــــــدٍ مشرق عال يأهل القلم وسيف للنضال و القتال ..
وهاهو الجيش يدخلها مستأذنا لا فاتحا رغم أن أغلب قرى الجزيرة دخلها محررا من دنس التمرد ماعدا هي فهي التي ظلت حرة أبيةهابها معظم قادة المليشيا الذين حاولوا اجتياحها بماذاقوه فيها من تحد بمقاومة شرسة جعلتهم يهابونها رغم موقعها الجغرافي الذى بإمكانهم معاوتهم لها في كل ساعة تمر وهم في عبور لاينقطع بين مدني والخرطوم بعرباتهم فبقتل ومجابهة وتحدي أهلها لهم
برجالها الذين لا يهابون الخطوب ولا يخشون الموت بشعار الموت في سبيل إعلاء كلمة الحق، أوالحياة بالكرامة والشرف خيراً من ألف حياة يقضيها رجالها في ذل، أو في مشاهدة باطل يمشي على ارضهم فقد قابلوهم وهم يتشوَّقون إلى الإقدام للموت،بكل قوة جأش واستهانة بملاقاة المكاره متمثلين بقول ابي فراس الحمداني: نحن أناس لاتوسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر… فقد كانوا للمصائب ولخوض غمرات الحروب ينشدون الموت أوالحياة العزيزة التي لا ذل فيها وهذا هو ديدنهم وتلك صفاتهم المترعة بمكارم الأخلاق التي بها اشتهروا على مدى التاريخ فكانوا في تكينتهم ثابتين مماجعلهم مأوى لكل القرى التي حولهم بكرم فياض توارثوه كابرا عن كابر ذرية بعضها من بعض فكانت التكينة ومازالت هي ترفد بالعلماء في شتى المجالات وقدعرفت منذ القدم بتاريخ علمائها وبمعهدها العلمي الشهير الذي نهل منه فطاحلة السودان وقد أتوها من كل صوب وحدب إنها التكينة التي لسان حاله يقول:
الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُها
وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ
تكينة التمدن والتدين ففي شبابها شجاعة، وفي شيوخها مناعة بتجارب،مسطرة بها أقوى الملاحم بصمودفي وجه الغزاة رافضين الإنكسار والخضوع كاتبين على جدران التاريخ هذه التكينةستظل رمزا للتضحيةوالثبات فحقا للبلاد أن تفخر بها وبصبرهم وثباتهم ونقول لمليشيا آل دقلو الإرهابية وعملائها (ديل أهلي الذين وقفوا سدا منيعا إمام مرتزقتكم
ناسا في أول شئ
مواريثهم كتاب الله ،
وخيل مشدود،
وسيف مسنون حداه درع وتقاقيبهم تسرج الليل مع الحيران
وشيخا في الخلاوي ورع
ناساً تكرم الضيف
وحتى الطير يجيها جيعان
ومن أطراف تقيها شبع ،،
وناسها حنان ،يكفكفوا دمعة المفجوع ،
يبدوا الغير علي ذاتهم ،
يقسموا اللقمة بيناتهم ،
ويدوا الزاد ، كان مصيرهم جوع ،
يحبوا الدار ،
يموتوا عشان حقوق الجار ،
ويخوضوا النار عشان فد دمعة ،،
وكيف الحال كان شافوها
سايلة دموع ؟؟،،،،
ديل أهلى..
بقيف في الداره
وسط الداره
وأقول للدنيا ديل أهلي
ديل قبيلتي ، لما أدور أفصل للبدور فصلي..
تسربوا فى مسارب الروح بقول كلي
لو ما جيت من زي ديل..
كان ،أسفاي..
وآمأساتي..
وآذلي..)
خرجوا صغارا وكبارا والجيش قادم من الكاملين خرجوا جميعهم الي القرى المجاورة لملاقاته يحملون عنوان التلاحم الحقيقي بملاقاة من مثلهم. ضحى وناضل وبنفسه بذل وقاتل …يحملون الذبائح والفرح الفائح عطرا بلقائهم مهللين مكبرين مستبشرين بفوز النصر للسودان معاعهدين ربهم بالدفاع عن وطنهم وعرضه وشرفه وكرامته ما بقيت التكينة حية والله اكبر ما نادى مناديا للجهاد… فعشتي يا تكينة العز والشهامةرمزا يحتذى به لمعني المقاومة الشعبية الحقيقية للوطن ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Hide Ads for Premium Members by Subscribing
Hide Ads for Premium Members. Hide Ads for Premium Members by clicking on subscribe button.
Subscribe Now