آراء ومقالات

“بنوراما”التكينة أم الجزيرة (١)

بقلم يزيد عوض الله العمدة

ما أوسع الحزن و ما أضيق الكلمات، من يبكي العريس و من يرثي الشهيد!!

الأرض خضراء و الجروف مبتلى و مرويه بالماء ، أصفرت سنابل القمح وجفّ عرق الكُداح، موسم الحصاد والمزارع مشمر ساعده ومبسوط! لم يكن يتوقع أن الأرض في أعماقها ومن ترابها الطاهر توّلد الآفات وان طوفان الجراد بدا في تسميم التربه.

صاح ود الذاكي بصوته المبحوح الجهور يا أهلي هووي الأرض الأرض الجراد اكل المحصول لم يكن يعلم أن الجراد يحاصر كل التربه والمزارعين، وان مكافحته تجري من كل ابناء الارض.
قاتل ود الزاكي الجراد بكل ما يملك من قوه و شجاعه حتى تسلل السُم الي جسده الطاهر و رفرفرت روحه الجميله الي جناتٍ عرضها السموات و الأرض.

بعد ثلاثة أيام بلياليها قأوم الرجال العُزل جيوش التتار من الجراد و الحشر. رائحة الأرض المبلله بالماء و الدماء غزت نفوسهم الغنية و زادتهم إيمانًا علي إيمانهم ان النصر حليفهم.

فزّت من أعماق نفسي ذكريات البلد و لمة الحبان وضحكات الاصدقاء ، اي عشق هذا الذي يجري في عروقنا ويتصاعد مع كل ذفير نفس يذكرنا في كل مره بأننا نعشق هذه القريه بخرابها و ترابها و حرمانها من حقوقها بغضب أهلها وقت الشده و طربهم في أوقات الفرح، أي شي مميز فيها و يميزها عن غيرها حتى في الحروب و المعارك تخرج الينا و كأنها عروس صغيره حسنا المظهر مهرها فقط الدم ولا شي غيره، و كم من ود ازهري و ود العبيد قدمو لها المهر و دخلو عليها في أعماق تربتها مجرتقين بالعديل والزين ، مبروك عليك يا عريس مبروك عليك يا معاوية و أبشرو يا اولاد نمر ، زغروته يا ام الهندي و يا ام الجيلي. التكينه لا تناسب الا فائز او من نصر الدين. في كافتريا ود الشيلبي العطال بقولو الدو للحرفا ما بدوه يا التكينه اديناك احلى دو بفتح اللعبه و الروح ضلفتين.
تسابق الفرسان الي الشهاده وهم يردوون النيل خلفي و الجنجويد امامي ، بصدورهم العاريه الملطخه بالدماء وقف إبراهيم يحمي ظهر إبراهيم و فزع اليهم ابن المعز و معاذ و مناقل و ود عيسي كأنو كسرب القماري صعودًا الي السماء و صوت سجعهم يسمعه اهل الشرق و سكان ارض الفور ،
وقفو جميعهم ينظرونا الينا من فوق بوجوهٍ مشرقه و مستبشره وكأنهم يريدون أن يثبتوا لنا الخرافه التي تقول “إذا كانت الجنه في الأرض فهي بالتكينة وإن كانت بالسماء فإنها فوق التكينة ” وما كان من نور كمال صباح الا ان يكمل لنا البدر في الليلة الظلماء و ينير لنا عتمة الطريق ، وقفو جميعهم يصيحون بأعلي صوتهم يحدثون المرابطين الراكزين و القابضين علي جمر القضية و يقولون من لم يمت بالسيف مات بدونه يا ناس
*التكينة التكينة التكينة* …….

وللتاريخ أسطُر لم تكتب بعد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى