آراء ومقالات

جمال هاشم يكتب….

&أكتب إليكم اليوم لا ككاتب محترف، ولا كمسؤول، بل كأبٍ يكتب من حرقة قلبه&

أنا جمال هاشم، أحد أولياء أمور طلاب مدرسة التكامل السودانية في مدينة مصراتة – ليبيا، أرفع هذا النداء بكل صدق، وكل رجاء، إلى حكومة السودان، إلى مجلس السيادة، إلى وزارة التربية والتعليم، وإلى كل مسؤول بيده القرار.

أرجوكم، لا تتركونا وحدنا.

نحن هنا في ليبيا لسنا تجارًا ولا أصحاب أعمال كبرى، نحن أغلبنا أسر نازحة، تركنا خلفنا وطنًا جريحًا، نحمل في قلوبنا ذكريات الألم والخوف، لكننا رغم كل شيء لم نترك أبناءنا. حاولنا، بكل ما نستطيع، أن نحافظ على تعليمهم، أن نربطهم بالسودان، بلغتهم وهويتهم ومنهجهم الدراسي.

لكن اليوم، ومع اقتراب الامتحانات، نقف أمام جدارٍ لا نعرف كيف نعبره.
نُطلب نحن – أولياء الأمور – أن ندفع 100 دولار عن كل طالب رسومًا للامتحان.
أرجوكم، هل تعرفون معنى هذا الرقم بالنسبة لأسرة نازحة بالكاد تؤمن إيجار بيتها؟ هل تعرفون كم من الليالي قضيناها نفكر: هل نُطعِم أطفالنا؟ هل ندفع أجرة البيت؟ هل نوفر ثمن كتبهم؟ والآن، هل ندفع رسوم امتحانهم؟

وكأن هذا لا يكفي، يُطلب من أبنائنا الصغار السفر من مصراتة إلى طرابلس، في طرقات غير آمنة، فقط ليجلسوا للامتحان!
أبناء في عمر الزهور يُلزمون بقطع المسافات، بتحمل مشقة الطريق، وبكلفة سفر وإقامة لا نملكها.

أنا، جمال هاشم، أقولها لكم بوضوح وبلا مواربة:
نرجوكم، توسّلًا، أن تفتحوا مركز امتحانات رسمي معتمد في مدينة مصراتة.
نرجوكم أن ترافقوا قراراتكم برحمة، أن تخففوا عنا أعباء الرسوم أو تعفوا عنها لأبناء الأسر النازحة.
والله، نحن لسنا نطلب ترفًا ولا تمييزًا، نحن نطلب الحق البسيط: أن يجلس أبناؤنا للامتحانات بأمان، دون إذلال، ودون أن نشعر أننا نعجز عن إعطائهم أبسط حقوقهم.

نحن نعلم أن السودان يمر بظروف صعبة، ونعلم أن المسؤولين يحملون أعباءً كثيرة، لكن ما نرجوه اليوم هو أن يشعروا بأبنائهم في الخارج، أن يمدّوا لنا يدهم، أن يسمعوا هذا النداء الصادق.

أرجوكم، باسم كل أمٍّ وأبٍّ في مصراتة، أن تتحركوا بسرعة، قبل أن يُحرم هؤلاء الأطفال من مستقبلهم، وقبل أن نُجبر نحن، أولياء أمورهم، على اتخاذ قرارات لا نريدها، ولا نحبها.

في النهاية، لا نقول إلا: حسبنا الله ونعم الوكيل.
والله من وراء القصد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى