فوز أكبر الرؤساء سنًا في العالم بولاية انتخابية في أفريقيا

المحقق- نبض الساعة
أعلنت النتائج الرسمية للانتخابات التي جرت في الكامرون بفوز السيد بول بيا بولاية ثامنة، تستمر حتى يلامس عمره المئة عام في حال قيض له إكمال الفترة الرئاسية حتى نهايتها. ويُعدّ بيا واحدًا من بين العديد من القادة الأفارقة الذين تجاوزوا السبعين من عمرهم بينما لا يزيد متوسط أعمار الشباب في بلادهم التاسعة عشر.
وقد أعد الصحفيان بصحيفة نيويورك تايمز “روث ماكلين” و “سايكو جاميه”، مقالاً طريفاً، نشر أمس (الأثنين)، بعد أن أُعلن فوز بول بيا، أكبر رئيس سنًا في العالم، في الانتخابات الرئاسية الكاميرونية، حيث حصل على ما يقارب 54% من الأصوات، ليضمن بذلك ولاية ثامنة تستمر حتى بلوغه 99 عاماً بنهايتها.
فقد أعلنت الهيئة الانتخابية في الكاميرون فوز السيد بيا، البالغ من العمر 92 عامًا، في تحدٍ لمرشح المعارضة الذي أعلن بنفسه عن فوزه هو و ليس بيا بعد يومين من انتخابات 12 أكتوبر، وادعى حدوث تزوير واسع النطاق مِن قِبل مَن وصفهم بـ “حكم الأقلية الفتاكة “
وقال محللون إن هذه الانتخابات كانت الأكثر أهمية في هذا البلد الواقع في الوسط الإفريقي منذ عقود، و كانت النتائج هي الأقرب للسيد بيا منذ عام 1992.
يقول الكاتبان إن الكاميرون بذلك تقدم مثالا على بلدٍ أفريقي جله من الشباب يحكمه قادة من عصور غابرة. و يبلغ متوسط العمر في عام 2024، 18.9 عامًا. و كما جرت العادة لم يُعلن السيد بيا عن أية خطة حول من سيكون خليفته في الحكم حال رحل. وهو يجلس علي كرسي الرئاسة منذ هام 1982 أي قبل أن يولد العديد من الكاميرونيين في بلاده.
ولذلك لم يكن مستغربا أن تلوح أزمة سياسية في الأفق حيث يرفض الشباب الكاميروني قبول النتائج، وقد تُؤجج مزاعم التزوير احتجاجات الجيل” Z” التي اندلعت في أماكن أخرى من القارة بسبب فشل الحكومات في خلق فرص اقتصادية للشباب.
و قد أمضى السيد بيا فترات نقاهة و ترويح طويلة خارج بلاده، إذ عرف عنه القيام برحلات متكررة إلى سويسرا برفقة حاشية كبيرة، وتراكمت عليه فواتير الفنادق قدر أحد التحقيقات مجموعها بحوالي 65 مليون دولار، مما زاد من الاستياء العام في بلاده
منذ يوم انطلاق الانتخابات، وتوسعت التوترات في جميع أنحاء الكاميرون ووضعت قوات الأمن في حالة تأهب قصوى، حيث أثارت مزاعم التزوير الواسعة النطاق احتجاجات في ياوندي ومدن أخرى قُتل فيها أربعة أشخاص في احتجاجات يوم الأحد في دوالا، العاصمة الاقتصادية، وفقًا للسلطات الإقليمية التي أفادت بإصابة أفراد من قوات الأمن أيضًا.
وقال مرشح المعارضة إن هذه الانتخابات أقرب إلى التصويت احتجاجا فقد أراد الناس التغيير ليس فقط بسبب سن بيا، ولكن أيضًا لأن كل شيء لا يعمل في البلاد”.
وطال هذا الانفصام بين الأجيال حتي العائلة الحاكمة. فقد أُدين السيد بيا علنًا من قِبل ابنته، بريندا بيا، التي نصحت متابعيها على تيك توك بعدم التصويت لوالدها، الذي قالت إنه سبب معاناة الأمة لسنوات.
يُعد السيد بيا واحدًا من العديد من القادة الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا في جميع أنحاء أفريقيا، فقد أجرت ساحل العاج يوم السبت انتخابات تنافس فيها الرئيس، الحسن واتارا، البالغ من العمر 83 عامًا، على ولاية رابعة، على الرغم من أن دستور ساحل العاج يحدد فترة الرئاسة باثنين. و هما ليسا الوحيدين – بيا و وتاور – حيث أن سبعة عشر من قادة القارة تجاوزت أعمارهم السبعين عاما، بينما يبلغ متوسط الأعمار في أفريقيا 19 عامًا !!
حتى المنافس الرئيس للسيد بيا في السباق، عيسى تشيروما باكاري، يبلغ من العمر 76 عامًا وحتى يونيو، كان السيد تشيروما باكاري مواليًا للرئيس بيا، حيث شغل مناصب وزارية لسنوات طويلة وقد حصل على 35% من الأصوات، وفقًا للنتائج الرسمية التي صدرت يوم الاثنين بينما مُنعت الشخصية المعارضة البارزة، موريس كامتو، البالغ من العمر 71 عامًا، من الترشح من قبل اللجنة الانتخابية.
أعلن السيد تشيروما باكاري بعد يومين من الانتخابات فوزه الساحق، وهدد بالدعوة إلى احتجاجات حاشدة في الشوارع ضد السيد بيا. وقال الأسبوع الماضي: “لن نقبل أن يُسرق منا نصرنا. لن يرضى الشعب بذلك. الشعب مصمم على محاربة نظام لا يكترث لمعاناته وصعوباته”.
وقد سبق للسيد بيا التعامل مع مثل هذه المعارضة من قبل حيث أنه وبعد يوم واحد من الانتخابات الأخيرة، عام 2018، أعلن السيد كامتو فوزه، بعد أن ندد بالنتائج ووصفها بالتزوير وقاد احتجاجات، لكنه ما لبث أن أُلقي القبض عليه ولم ير النور إلا بعد مضي تسعة أشهر وراء غرف الاعتقال المظلمة في السجن.
وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، واجه السيد بيا تحدياتٍ جمة، بما في ذلك محاولة انقلاب عام 1984 التي شنّها الحرس الرئاسي، وهي حركة انفصالية زعزعت استقرار المناطق الناطقة باللغة الإنجليزية في البلاد منذ عام 2016، ومعارك فصائلية داخل حزبه، الحركة الديمقراطية الشعبية الكاميرونية.




