الطاهر ساتي يكتب: و قد سلكت ..!!

:: يوم الإثنين، أصدر رئيس الوزراء قراراً بتعيين البروفيسور أحمد آدم أحمد وزيراً للشباب و الرياضة.. والسيرة الذاتية للوزير مٌفعمة بالرياضة، تدريساً وممارسة، منها رئاسته لاتحاد الهوكي، ولولا هذا التعيين لما عرفت أن في بلادنا (هوكي).. ثم نال بكالريوس التربية الرياضية في العام 1983، وهذا يعني أن عُمر وزير الشباب يُقارب لسن المعاش ( 65 عاماً) ..!!
:: ويوم الأربعاء، بعد ( 48 ساعة) فقط من تعيين البروف أحمد أدم وزيراً للشباب والرياضة، أصدر رئيس الوزراء ذاته، أي كامل إدريس (ذااتو)، قراراً بإنشاء وحدة تُعنى بقضايا الشباب، وتكون ملحقة بمكتبه شخصياً، لتفعيل دور الشباب وتمكينهم من عمليات البناء والإعمار والتنمية، ودفع مسيرة النهضة الاقتصادية، والمساهمة في صياغة مستقبل البلاد..!!
:: والجدير بالإنتباه في القرار الثاني – شكلاً – هو أن من أوعز لرئيس الوزراء بإنشاء هذه الوحدة لم يرهق نفسه بمجرد التفكير في اسمها، ولذلك أسماها رئيس الوزراء بوحدة تٌعني بقضايا الشباب.. وهذا يعني أن مديرها المرتقب سوف يكون المدير العام للوحدة المعنية بقضايا الشباب المُلحقة بمكتب رئيس الوزراء شخصياً ..!!
:: أما مضموناً، فان أهداف الوحدة لاتختلف إطلاقاً عن أهداف الوزارة التي وزيرها البروف أحمد أدم.. فالوزارة أيضاً من أهدافها تفعيل دور الشباب وتمكينهم من عمليات البناء والإعمار والتنمية، ودفع مسيرة النهضة الاقتصادية، والمساهمة في صياغة مستقبل البلاد، أي هي ذاتها أهداف الوحدة الجديدة المُلحقة بمكتب رئيس الوزراء شخصياً..!!
:: و بما أن أهداف وزارة الشباب هي ذاتها أهداف الوحدة الملحقة بمكتب رئيس الوزراء، فلماذا الوحدة؟..الله أعلم، ربما اكتشف رئيس الوزراء مؤخراً بأن عُمر وزير الشباب متجاوز لسن الشباب ويُريد تعويض الشباب بهذه الوحدة الشابة الظريفة، هذا أو ربما هناك مكاتب فارغة بجوار مكتب رئيس الوزراء وفكّر سيادته في ملئها بهذه الوحدة ..!!
:: وهناك تفسير ثالث لإنشاء هذه الوحدة الموازية للوزارة، و قد يكون التفسير الأرجج..ربما راقت تجربة التكايا لرئيس الوزراء و ألهمته بفكرة إنشاء تكية – في شكل وحدة – ملحقة بمكتب سيادته، ليسترزق منها بعض المعارف، وخاصة أن فنادق بورتسودان تضج بالباحثين عن مثل هذه التكايا..!!
:: ومن المحن، يوم آداء القسم، كتبت مُنبهاً رئيس الوزراء بأن مؤسسات الدولة بحاجة إلى إصلاح مؤسسي يُكافح الفساد و الترهل بالتخلُّص من كيانات موازية لمؤسسات الدولة..هيئات، مجالس، صناديق، لجان، و..كيانات كثيرة وغير مُفيدة أراد بها المؤتمر الوطني توظيف الفائض من أهل الولاء، ونأمل ألا تسلك حكومة كامل ذات السلوك..!!
:: وقد سلكت ذات السلوك، أي سلوك المؤتمر الوطني الذي كان يُكافئ عطالته بكيانات موازية لمؤسسات الدولة.. فالنهضة الزراعية كانت موازية لوزارة الزراعة، صندوق الإسكان كان موازياً لوزارة الإسكان، وحدة تنفيذ مطار الخرطوم كانت موازية لهيئة الطيران المدني، وهكذا، بحيث كان لكل مؤسسة كيان مساو لها في السلطات و بنود الصرف ..!!
:: كنت من الحالمين بأن تُعيد حكومة كامل إدريس أمور المؤسسية إلى نصابها، أي كما كانت قبل الإنقاذ، ولكن لن يصبح الحلم واقعاً، فالحال يمضي على ذات المنوال.. وعليه، كنت قد ناشدت رئيس الوزراء بإعفاء وزير الصحة لظروفه الصحية وتعيين آخر، و تلك مناشدة خاطئة، فالصحيح هو إنشاء وحدة تُعنى بقضايا الصحة،و ملحقة بمكتبه شخصياً..!!