هجوم اثيوبي مسلح على منطقة القلابات السودانية

الخرطوم- نبض الساعة
لا تزال معاناة المواطنين السودانيين في المناطق الحدودية مع إثيوبيا مستمرة، فبعد مرور أسبوعين فقط على أحداث منطقة أبو لسان، تكرر المشهد الأحد المنصرم في سوق المدبر.
وتسللت مجموعة من أفراد المليشيات الإثيوبية من منطقة المتمة إلى داخل القلابات، ووصلوا إلى سوق المدبر، وأطلقوا النار على المواطن مزمل أحمد داخل السوق الرئيسي، وهو سوق يضم باعة وتجارًا من إثيوبيا والسودان، كما يضم سوقًا لبيع الماشية التي يأتي بها الإثيوبيون.
وأفاد المواطن عثمان فشقة أن المعتدين دخلوا السوق بأسلحتهم النارية ومعهم عصي للضرب، وكان عددهم يتراوح بين 13 و15 شخصًا، وعند دخولهم حوالي الساعة السابعة إلا ربع صباحًا، بدأوا في ضرب المواطنين والاستيلاء على هواتفهم وأموالهم بالقوة، أما من حاول المقاومة فكانوا يضربونه بالعصي، فيما تعرض المواطن مزمل أحمد لإطلاق نار مباشر بثلاث رصاصات.
وأسعف المواطن إلى مستشفى دوكة، الذي يبعد نحو ساعة ونصف من القلابات، إلا أنه فارق الحياة متأثرًا بجراحه، خاصة مع سوء الطريق في موسم الخريف.
يقع سوق المدبر في أطراف القلابات، ويفصله عن منطقة المتمة خور أبو عنجة، الذي يضم جسرًا للعبور بين السودان وإثيوبيا.
وقال أحد التجار بسوق المدبر، فضل حجب اسمه، إن الهجوم وقع في وقت مبكر قبل وصول قوات تأمين السوق، مضيفًا أن يوم الأحد غالبًا لا توجد فيه قوة تأمين، كما يقل فيه عدد الباعة. وأوضح أن بعض التجار يتركون بضاعتهم في مخازن بالقلابات، ويحضرون إلى السوق دونها، وفي حال طلب زبون سلعة معينة يتم الاتصال وإحضارها من المخزن.
وأضاف عثمان فشقة أن المعتدين تسللوا بطرق أخرى غير الطريق الرئيسي، رغم وجود القوات المسلحة في بوابة الجسر، حيث تُفتح البوابة من السادسة صباحًا حتى السابعة مساء، وتشهد حركة نشطة من السودانيين والإثيوبيين. وأشار إلى أن أحيانًا بعض العناصر المتفلتة من الإثيوبيين تتجاوز منطقة القلابات وتصل إلى عكرد وكنينة، حيث تعترض العربات المتجهة نحو القلابات وتنهبها قبل العودة إلى إثيوبيا عبر الغابة.
وأوضح أن مثل هذه الاعتداءات تتكرر باستمرار، وهذه الحادثة هي الثانية بعد واقعة تموز/يوليو الماضي حينما داهموا السوق.
وبحسب عثمان فشقة، يعد سوق المدبر سوقًا رئيسيًا، ويمكن للمعبر أن يدر شهريًا ما بين 20 إلى 30 مليون جنيه من الجمارك ورسوم البضائع العابرة إلى القلابات، حيث يقدر عدد الشاحنات التي تمر عبره بين 600 و700 شاحنة شهريًا.
وأضاف طبقا لالترا سودان، أنه في السابق كانت البضائع تأتي من شندي والجزيرة، لكن بعد اندلاع الحرب أصبحت كثير من السلع تصل من إثيوبيا، مثل البسكويت والمشروبات الغازية والسكر والوقود.