تقارير

في الذكرى “69” للإستقلال…..

"الحرب تسرق الفرح وتعتقل أعلام القصر"

البرهان:البلاد تعد العدة لحسم المعركة لصالح الشعب ولا مانع لدينا في الانخراط لأي مبادرة

خبير عسكري:السبب الرئيسي في هذا الوضع هو ظاهرة الإنقلابات العسكرية

سياسي: بعد الاستقلال إختلفت سرعة التدهور من فترة إلى أخرى حتى وصلنا إلى هذا الدرك السحيق

تقرير-خديجة الرحيمة

عطلت الحرب أية مظاهر احتفالية بذكرى الاستقلال هذه المرة .. ولم يتمكن المواطنون من تذوق طعم الفرحة بالاستقلال الذي تحين ذكراه هذا العام والحرب لم تترك بيتا إلا ودست فيه أثرها.

وللمرة الثانية في تاريخ السودان الحديث تحل ذكرى الاستقلال والبلاد تشهد حربا أزهقت الأرواح وشردت الناس وعطلت الحياة.. فلم تشهد ذكرى الاستقلال مظاهر احتفال ولم تعد الأعلام ترفرف على سارية القصر الجمهوري كما كانت ترفرف في مثل هذا اليوم على مدى 67 عاما.

تجيء ذكرى الاستقلال هذه المرة بشكل مختلف
عن سابقاتها نسبة لما تمر به البلاد من حرب استمرت لأكثر من 20 شهرا أدت الى مقتل الالف وتشريد الملايين من المواطنين داخليا وخارجيا

وقبل 69 عاما أعلن أستقلال السودان من الغزو البريطاني المصري والأن بلادنا تمر بأسوأ اللحظات بسبب الحرب الدائرة حاليا

ولأول مرة منذ الإستقلال تمر علينا ذكرى حزينة بهذا الشكل

وفي هذا اليوم من كل العام يحتفل السودانيين بذكرى الاستقلال المجيد الا أن هذه المرة جاءت الذكرى مختلفة مما ادى لعدم الإحتفال

ذكرى عظيمة

في 30 أغسطس وافق البرلمان على إجراء استفتاء عام لتحديد مستقبل البلاد السياسي وفي نفس الوقت وافقت بريطانيا على الانسحاب من السودان في 12 نوفمبر 1955وفي 19 ديسمبر من العام 1955 أعلن البرلمان السودان كدولة مستقلة بعد إجراء الاستفتاء العام
وقد أعلنت جمهورية السودان رسميا في 1 يناير من العام 1956

حيث شكّل مؤتمر الخريجين في العام 1938 كواجهة اجتماعية ثقافية لخريجي المدارس العليا في السودان ولكنه سرعان ما نادى بتصفية الاستعمار في السودان ومنح السودانيين حق تقرير مصيرهم. وقد استمرت الجهود حتى اجتمع البرلمان السوداني في 19 ديسمبر 1955 م وأعلن استقلال السودان وطالب دولتي الحكم الثنائي بالاعتراف بالسودان دولة مستقلة

لحظات تاريخية

وفي الساعة التاسعة صباحا يوم 1 يناير في العام 1956 أعلن رئيس الوزراء السودانى إسماعيل الأزهرى مولد جمهورية السودان المستقلة
حيث قال أمام البرلمان: «ليس أسعد فى تاريخ السودان وشعبه من اليوم الذى تتم فيه حريته ويستكمل فيه استقلاله، وتتهيأ له جميع مقومات الدولة ذات السيادة، ففى هذه اللحظة الساعة التاسعة تمامًا من اليوم الموافق أول يناير 1956 ميلادية، 18 جماد الثانى سنة 1275 هجرية نعلن جمهورية السودان الأولى الديمقراطية المستقلة ويرتفع علمها المثلث الألوان ليخفق على رقعته وليكون رمزًا لسيادته وعزته، وإذا انتهى بهذا اليوم واجبنا فى كفاحنا التحريرى فقد بدأ واجبنا فى حماية الاستقلال وصيانة الحرية وبناء نهضتنا الشاملة التى تستهدف خير الأمة ورفعة شأنها، ولاسبيل إلى ذلك إلا بنسيان الماضى وطرح المخاوف وعدم الثقة، وأن نواجه المستقبل كأبناء أمة واحدة».

وأضاف الأزهرى: «لا يسعنا فى هذه المناسبة إلا أن نمجد هذا الشعب الأبى على حيويته وإيمانه وجهاده الذى أثمر الثمرات، وأرى واجبًا علىَّ فى هذه اللحظة التاريخية أن أزجى الشكر إلى جمهورية مصر وحكومة المملكة المتحدة اللتين أوفتا بعهدهما، وقامتا بالتزاماتهما التى قطعتاها على نفسيهما فى اتفاقية فبراير 1953، وهما اليوم فى هدوء وبنفس راضية تطويان علميهما اللذين ارتفعا فوق أرض هذا البلد ستة وخمسين عاما ليرتفع فى مكانيهما عاليا خفاقا علم السودان الحر المستقل»

مشهد وتحديات

شكّلت ثلاثة تحديات رئيسية تاريخ سودان ما بعد الاستقلال وهي مسألة الدستور ومشكلة الجنوب ومعضلة التنمية في السودان. هذا بجانب الصراعات الأيديولوجية بين الأحزاب اليمينية واليسارية وبين الديمقراطيين والشموليين وقد حظي كل منهم بتجربة حظه في مواجهة التحديات الثلاثة الرئيسية أعلاه.
وكانت الساحة السياسية تسودها عدة تيارات حزبية إبان الاستقلال:

الأحزاب الطائفية
أي الأحزاب المدعومة من الجماعات الدينية الصوفية السائدة في السودان وبالتحديد حزب الأمة ومن خلفه الأنصار وحزب الأشقاء (الوطني الإتحادي لاحقا ثم الحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد) ومن خلفه الطريقة الختمية. وقد سادا الفترات الديمقراطية الثلاثة في تاريخ السودان. وقد اختلطت القيادة الدينية للجماعة بالحزب السياسي بصورة كبيرة. وقد دعى كل من الحزبين للحكم المدني الديمقراطي طيلة تاريخهما في السياسة السودانية.

الإخوان المسلمون
ازدهر النشاط السياسي للإخوان في الجامعات السودانية حتى مثّلوا القوة الحزبية الثالثة بعد الحزبين الطائفيين الكبيرين الأمة والإتحادي. وقد انفردوا بحكم السودان بعد الانقلاب المعروف في 30 يونيو 1989 برعاية زعيمهم الأشهر حسن الترابي. واجه الإخوان العديد من الانقسامات (كغيرهم من الأحزاب الأخرى) وغيٌروا اسم تنظيمهم مرات عديدة: جبهة الميثاق الإسلامية ولاحقا الجبهة الإسلامية القومية ثم حزب المؤتمر الوطني فحزب المؤتمر الشعبي.

اليساريون
الحزب الشيوعي السوداني الناصريون والبعثيون. ووجدت إلى جانب هذه التيارات الرئيسية تيارات أخرى كالليبراليين والمستقلين والإخوان الجمهوريين والقوى السياسية الإقليمية المختلفة وعلى رأسها القوى السياسية الجنوبية. [38]

حسم وإنخراط

تزامنا مع الذكرى 69 لإستقلال السودان أعلن
رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان عن أن البلاد تعد العدة لحسم المعركة لصالح الشعب وقال البرهان خلال كلمته للشعب السوداني لا يمنعنا ذلك من الإنخراط في أي مبادرة حقيقية تنهي هذه الحرب وتضمن عودة آمنة للمواطنين إلى مواطنهم وإنتفاء ما يهدد حياتهم مرة أخرى
واضاف في هذا السياق تعددت المبادرات والمنابر الداعية لوقف الحرب فكان طريقنا واضح وهو طريق الشعب أن لا يمكن أن تعود الأوضاع كما كانت عليه قبل 15 أبريل 2023م ولا يمكن القبول بوجود هؤلاء القتلة والمجرمين وداعميهم وسط الشعب السوداني مرة أخرى

تدهور ونهوض

وفيما يتعلق بالتغيرات ما بعد الاستقلال
يرى المحلل السياسي صلاح الدومة ان الذي تغير بعد 69 عاما من الإستقلال هو التدهور إلى الخلف
وقال لـ(النورس نيوز) إختلفت سرعة التدهور من فترة إلى أخرى إلى أن وصلنا إلى هذا الدرك السحيق
وعن ما نحتاجه للنهوض الى الامام اوضح الدومة قائلا ما نحتاجه للنهوض الشجاعة للانتقال إلى التوبة النصوحة من الفشل، وذلك: بالإعتراف بالفشل بكل أركانه، والتوقف عن دماجاجوجية هذا الفشل، والإستعداد والشروع تنفيذ مقومات النجاح وعوامله
وعن التحديات الرئيسية التي واجهت السودان بعد الإستقلال اشار الدومة الى ان العنصرية مصحوبة بالجنب الذي يجبر على عدم الإعتراف بهذه العنصرية البغيضة من أكبر التحديات التي تواجه السودان بحسب ما ذكر

بينما يقول الخبير العسكري عمر أرباب من الاسئلة التي هي أقرب الى التحسر وكثيرا ما أطرحها على نفسي كيف سيكون حالنا لولا لم تحدث هذه الإنقلابات العسكرية
ليضيف قائلا في حديثه لـ(النورس) سنكون الان قد خضنا 17 تجربة إنتخابية ولن يكون الحال كما الحال ولن تكون هناك حروب ولا مليشيات ولا أحزاب بهذا الشكل بل ستكون الحياة السياسية أكثر إستقرارا ستكون التنمية اعلى وسنكون قد رسخنا لممارسة الديمقراطية
مشرا الى انه وبعد كل هذه السنوات من الدمار والحروب السبب الرئيسي في هذا الوضع هو ظاهرة الإنقلابات العسكرية التي يتم فيها التحالف بين القوى السياسية والمؤسسة العسكرية وتتم السيطرة على السلطة ويأتي فصيل اخر ويتمرد عليها لتشهد موارد الدولة في خضم هذا الاستنزاف العسكري وتلجأ لتكوين مليشيات تتحالف معها لتقاتل بجانبها وتسيطر على موارد الدولة على حد ما ذكر
وصرح أرباب حتى نستطيع ان نفي بإلتزامات الحرب يعاني المواطنين ليكون التشرد والدمار حسب الحال هذه هي النتيجة الحتمية لعسكرة الحياة السياسية
وذكر لتكون هذه المسألة نفسها تلقي بظلالها على ابعاد لن يكون تحالف المؤسسة العسكرية مع الاحزاب سياسيا مما قاد بعض المكونات لحمل السلاح بإعتبار ان هناك سلة قد سيطرت على مفاصل الدولة منذ الاستقلال وان المؤسسة العسكرية التي صنعها الاستعمار ما زالت تتحالف مع تلك النخب لتسيطر على الدولة ولنجد أنفسنا امام جيش ضئيل واحزاب متهالكة وحروب ومليشيات
ونوه الى ان السودان يحتاج الى النهوض بعدة إجراءات تبدأ بعدالة حقيقية تقدهم هؤلاء القتلة الى العدالة وبناء جيش وطني قومي موحد وحكم فدرالي يقوم بتوزيع عادل للسلطة والفصل بين السلطات في ظل دولة لا مركزية ومصالحة وطنية شاملة تؤسس لتداول سلمي بالسلطة ومصالحات مجتمعية بين المكونات القبلية بين ابناء البحر والغرب والزرقة والعرب والهامش والمركز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Hide Ads for Premium Members by Subscribing
Hide Ads for Premium Members. Hide Ads for Premium Members by clicking on subscribe button.
Subscribe Now