الطيب عبدالماجد يكتب: باصات المدن وهمس الملاعب

عندما تكون الرياضة سفارة وحضارة وأخلاق وعندما
يصطف السودانيون خلف أنديتهم المحلية وعندنا تتبارز
المدن مع بعضها البعض بسيوف الكبار ورماح أقدامهم المعطاءة ….
وقتها كان للسودان طعم ولون …
لتجمع الاندية الرياضية تحت سقفها المجتمعات
والمدن والبوادي والجماهير …
عندما كانت للعنصرية طعماً ومذاق وأنت تشجع مدينتك وضواحيها والمكان لا القبيله أو فلان
وتنحاز اليها دون مواراة و( سفور ) عبر فريق يمثلك ويصعد بك من دور لدور
سفيراً للمكان وممثلاً للأرض والإنسان..يملأك زهو ويعبيك
سرور
وغالباً ما تحظى العواصم بالبريق …!!
فماكينة الإعلام تدور في حواضنها بكثافة وعدسات التلفزة هنا …ومحل الطيارة بتقوم …
فكان ( الهلال ) 🌙و ( المريخ ) 💥أقطاب القمة السودانية
وجماهيرهم المحتشدة في كل ربوع الوطن …
وما أحلاه من إنقسام وما أجمله من تضاد …!!
الروح ما تهوى والقلب وما يميل …!!
في تنافس جميل وعشق نبيل
وينقسم السودانيون بين ( الأزرق ) الهادر و الأحمر ) الوهاج
يحملون الأعلام والحناجر زحفاً إلى ( العرضة ) بشمالها وجنوبها …بجمالها وجنونها …حيث يعز النزال ويلتقي الأبطال ..
وبقية السودان كله أمام شاشات التلفزة وموجات الاثير يتابع اللقاء ويرصد الأجواء
و ( الرشيد بدري عبيد ) و ( على الحسن مالك ) في وصف حي لمجريات اللقاء لمن تعثر عليه ( على الريح ) وغاب التلفزيون …..!!
وهو والقون …
و ( وبدر الدين قلق ) عامل قلق للدفاعات الهلالية
و ( خالد بخيت ) يستلم بهدوء …والأنفاس محبوسة
حيث تتوقف الحياة في السودان ( ومانشيتات) اللقاء
عبر الصحف تسحب البساط حتى من ( القصر )
والكل أعينهم هناك
و ( العرضة ) برجالها ونسائها والبيوت في الشوارع
وما أجمل الهلال وما أحلى المريخ ….!!
( الدحيش ) و( قاقرين ) و ( الدكتور ) و ( سامي عز الدين )
والنقر جا …
( المعلم ) سانتو …واللعاب كاريكا
( بشارة ) و ( شواطين ) الي ( منقستو ) و ( والى الدين )
( أبو عنجة السد وفوزي الأسد
من ( برعي ) القانون و ( منزول ) المسكون
وتتعاقب الأجيال ولكل مذاق وجمال …
وفي ( النُص ) ( الموردة ) و ( العباسية ) رمانة الميزان وعطر أم درمان ..
يدكون أحيانًا حصون العرضة دون هوادة بطلعات جوية منظمة ولاعبين كبار
قالو كلمتهم وجمهور ينحاز حتى في وجه القمة …
وشوق لكل جميل في الحي 💕
فكان ( عمر النوم ) التاريخ وعوض دوكة حتى الزنجي وشوشة ويكفي العباسية ( حياً ) أنها قدمت الفلته ( جكسا ) و( كلول )
واصحى يا بريش …!!
وهناك ودنوباوي العريق ونادي الضباط كورة وانضباط
والخرطوم على الضفة الاخرى من النيل حيث ( الأهلي )
العنيد من موسي العزومة حتى حارس عرينهم محمود صالح …
و( بري ) التاريخ بحسبو العملاق ( كبيرهم وصغيرهم )
( تحسبو لعب ) ….!!
وفي بحري العلاج والدوا سموك سِر الهوي يقف(التحرير ) البحراوي صنديداً وكبير …
و ( سكسك ) …
ساحر الملاعب وواحد من أحرف من انجبتهم الملاعب
السودانية …!!
( لمن بجدع باص السودان كلو بصفق ) …
و( شمبات ) المتجذر وكوبر ( التاريخ ) حتى الأمير
ويا امير الحسن لو تسمح ظروفك …!!
ومدن السودان الاخرى كل يتمترس خلف فريقه
والجزيرة ( مخندقة )
و ( الأهلي ) و ( الإتحاد) في حاضرتها مدني يقولون نحن هنا
ولما اشوفا ( مدني ) بجي بسكن حداكا
عبر لاعبين افذاذ وجمهور يعشق المستديرة والله فوق
مدني …
تصدّر القطن والفن …تغزُل وتغازل
ويوم يلاقو الهلال ولا والمريخ تنحاز مدني لأرض المحنة والعشق النبيل حيث النيل وجزيرة الفيل
و ( سيد الأتيام ) و ( الرومان ) في أم المعارك ولقاء الكبار …( أهلي اتحاد ) …ومدني مولعة نار
سيد سليم و ( سُنطة ) وملكية والدحيش …
عصام غانا وعمر النقي …طارق تُكل وحداثة …
وقد فاض فيها ( النيل ) وتثنى وقدم الاسطورة ( والي الدين )
والجزيرة حُبلى وعلى جانب النيل ترقد ( الحصاحيصا ) التي سطع ( مربحها ) و ( النيل ) العريق وقدمت الكبار ملاعب وإدارة
حيث قدمت أبو القوانين ( أزهري على عيسي )
وجعفر ( اخوان ) المعتصم ومالك ….
ورفاعة في الجانب الاخر …ب ( علمها ) و ( الشعلة )
و ( تاكا مالو )
حيث قدمت ( على اللمين ) والذي لو لعب في القمة لكان ( بلاتيني ) السودان والسودان الشايل في كل مكان
وهناك ( كوستي ) و ( سنار ) والكورة هناك جمهور ومتابعين
وتاريخ حيث الأندية لمات الناس وحكاياتهم
واكثر منها كرة قدم بل تنافس شريف وأدب
( العكننة) واحتفاء الفرق وانتقال النجوم
فكان ( الرابطة كوستي ) الذي تحدث باسم المدينة أكثر من مره ووصل صوته وأسمع..وفي الداخل عندما ينازل المريخ
تتوقف الحياة في المدينة ولا حديث إلا لإستادها
والأبيض دفاق
وفي ( سنار حيث ) التاريخ والسلاطين يقف فريق ودهاشم
ممثلاً للرواق
والدويم العريقة كروياً بهلالها والشاطئ الدويم وفي الشاطي يا حِبان
ليطل الشرق الباذخ ب ( هلال بورتسودان ) الذي شوهد شرقاً هذه المرة فكان عيدُهم وحي العرب ( السوكرتا ) حيث تغلي مدرجات بورتسودان بلقاء القطبين
ويوم اللقاء تلمع بارقات السيوف في ( البورت ) ويهتز الشرق في كورة بنكهة الساحل واتساع البحر
ناس ( كرنقو ) و ( عادل سر الختم ) وهيثم الرشيد حتى الجيل الجديد
الحريف ( كُبري ) والمعتق ( الطاهر حسيب )
وفاروق جبرة …
يومها يقفل ( المينا ) وتتوقف ساعات الزمن في عروس البحر …!!
ترتفع أسعار ( البن ) ويتوقف الصادر
فمزاج الشرق يومها مشدود …والداخل فيها مفقود
وعليك الرسول بوري
و ( كسلا ) المبدعة تتقاسم المشهد وتاخد ( اللقطة )
عبر فرقها الكبيرة وتاريخها العريض
و الميرغني ) و ( التاكا ) لقاء الجبال والجمال حيث يزحف اهلها لمتابعة النزال
وقد قدمت الحريف محمد حسين كسلا
واللعاب محمود حسين ومناضل عوض الله
عبد العظيم جودة وخالد بخيت
والشرق يمارس التصدير بحراً للخارج ويصدر النجوم براً
للداخل …!!
حيث امتعهم ( هاشم كجّر ) والذي يحرك
كل الشرق عندما يتسلطن …!!
و ( قضارف ) الخبر حيث ( الصوفي ) و ( الأهلي) ويحكمها ( الشرطة ) و ( سهمها ) المشدود وكلها
أندية لها جذور وتاريخ ….
والزول صغير ما عارف
و ( الفاشر ) بهلالها الساطع ومريخها العريق والذي عندما يلعب باسمها بكون كوكب المريخ قد تعامد مع الهلال
فيحدث خسوف جزئي للهلال الأبل ودارفور كلها تذهب الي هناك
فكان سفير المدينة وحملها لكل السودان فعرفنا
( وليد الفاشر ) و هشام جنيّة ) الذي جنن المريخ الأب
في شكوى شهيرة تؤكد علو كعبه
وقد لعب الكبير ( فيصل العجب ) فترة لمريخ الفاشر
وليس في الأمر عجب فمريخها كبير ….
ويا يمة يازازا
ونيالا الوادي والهلال والمريخ …
و
لتتقدم ( عروس الرمال )وتقول كلمتها وتوقع في دفتر الحضور بالمريخ والهلال …و ( الأبيض) كلها تصطف
خلف الجمال …!!
فرق عريقة وجمهور عريض
حيث ( كيزا ) و ( معاذ عبد الرحيم ) وثعلب المريخ ( الصاوي )،و ( عادل الرشيد ) الاستثنائي..
وقدمت ( تنقا) سفيرا ومفوضا لها فوق العاده لها
فغني الهلالات باسمك و اوووو تنقا ..!!
واتخاذ ( دقِق )
وهناك أسود الجبال في الهلال كادوقلي والذي حكي عن المدينة في قلب العاصمة وجوه الممتاز ورقص ( الكمبلا ) جوه الصندوق
وهو فريق كبير مع صنوه المريخ
وقد قدمت ( جلال كادوقلي ) ترسانة الهلال و ( اوغستين )
ساحر الجبال …
وتتقدم الكورة شمالا حيث ( الأهلي دنقلا ) يحكي عن تاريخ المدينة وعراقة التكوين واهلها يبادلونه الهوى مع
( الوحدة ) …في ترسانة الشمال وقد قدمت
(خالد دنقلا ) ومنحته إسمها ولم يخذلها النجم فقد صال وجال
و( شندي ) تمارس ( الركوز ) داخل المستطيل ليعبر ( أهليها)
ويعرض في الممتاز ويتجاوز التماس نحو الكونفدرالية
والإدارة شندي …
وفي ( عطبرة ) بلد الحديد والنار يلمع ( أملها ) ويحمل آمال أهلها لكل السودان فكان سفيرها وأميرها والدلال
وقد هدد القمة أكثر من مرة ووصل الحدود
وكان كرسمه ( أملاً ) لجمهور ذواق وقاعدة متعطشة وعندنا يتقدم باسمهم
( يجرتقونه ) بالهتاف و ( سيرونه ) بالأغاني ويزحفون معه أينما توجه
ويتنازلوا عن كل ميول ويصطفون صفاً واحداً لتعلو رايات ( الأمل عطبرة ) وهناك ( الوحدة ) و ( الفلاح ) يتقاسمان المشهد …!!
وازور ناساً حُنان أهلا
لتبصم ( مروي ) الحضارة عبر الأهلي …
و ( الدامر ) ترمي بسهمها العريق في محاولات دائمة للوصول مع ( الشمالية الدامر ) وكانت إستادها مؤخراً مسرحاً لبعض مراحل دوري النخبة …
والكورة مزاج في دامر المجذوب
وترابط ( الشرطة ) في ( آبو حمد ) في فريق يتحدث باسمها
و ( حلفا ) تاريخ رياضي متجذر بالقديم والجديد فمربخها
مشي مع ( النيل ) عكس التيار فكانا باقيان بروح المكان
وقدّر الإنتقال
وكان الجنوب جزءاً من المشهد وقدم لاعبين كبار
حيث حرس ( يور ) عرين الهلال والسودان …
ويلا يا ( يور )
وكان ريتشارد جاستن وشيبوب سحرة الجنوب ولاعبين
كبار حدث الانفصال وبقي الجمال ومافي القلوب في القلوب 💕
هذا فيض من غيض في الرياضة وكرة القدم التي أشعلت التنافس وهذبت النفوس ووحدت الناس ورسخت الانتماء للمدن والعواصم ..
لشعب ذواق وجمهور ومثقف كروباً يحضر ( البرشا والريال ) من ( الكانب نو ) ويستمتع بنقلات الهلال والمريخ في استاد الخرطوم …ويتجدع في دار الرياضة أم درمان
وهناك توجد كورة وقفشة…جدعة وهبشة …وياهو دا السودان
عذوبة الناس وسحر المكان ونسة البيوت وعبق الشوارع
مناكفات ( الكورة ) وظرفاء المُدن في بلد كانت
اكبر معركة حربية فيه هي ( هلال مريخ ) صاروخ كرنقو
وشبال سانتو
حكايات الناس وأشواق الضفاف …
نفحات المدن وعطر البوادي
وعود لينا يا ليل الفرح ….🌹