الشيوعي: النضال الشعبي السبيل الأوحد لتحصين السيادة الوطنية

متابعات- نبض الساعة
قال الحزب الشيوعي، إن خطة السلام التي أعقبت حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة ليست سوى محاولة لتجميل واقع استعماري مأساوي لا تمت إلى الحل العادل بصلة، ولا تضمن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأدان الحزب الشيوعي، في بيانٍ أصدره المكتب السياسي اليوم الاثنين بشأن “فلسطين ودروس التجربة الفلسطينية”، بأشد العبارات العدوان الصهيوني الذي وصفه بـ”الوحشي” وممارساته الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
الحزب الشيوعي: إرادة الشعوب، حين تتسلح بالإيمان بعدالة قضيتها، قادرة على قلب موازين القوى
وأكد البيان أن صمود المقاومة الفلسطينية وبسالتها في مواجهة آلة الإبادة الصهيونية برهنا مجددًا على أن إرادة الشعوب، حين تتسلح بالإيمان بعدالة قضيتها، قادرة على قلب موازين القوى.
ولفت البيان إلى أن المقاومة الفلسطينية أحدثت تحولات نوعية في أهداف قوى الإمبريالية وحلفائها في المنطقة، وأجبرت العديد من العواصم الغربية على إعادة النظر في مواقفها المنحازة للكيان الصهيوني.
وتابع البيان: “لم يقتصر هذا التحول على ميادين القتال فحسب، بل امتد إلى الساحات والميادين في أوروبا وأميركا الشمالية، حيث شهد العالم موجة تضامنٍ جماهيريٍ غير مسبوقة مع الشعب الفلسطيني”، مشيرًا إلى أن راية فلسطين تحولت إلى رمزٍ عالميٍ للمقاومة والصمود في مدنٍ كبرى مثل لندن وباريس ونيويورك وبرلين.
وقال في بيانه إن هذه الموجة كشفت الزيف الكامل لخطاب “حقوق الإنسان” الغربي، وأظهرت تواطؤ الأنظمة الإمبريالية في دعم حرب الإبادة وتغطيتها سياسيًا وإعلاميًا.
وأضاف البيان: “تحت ضغط هذا التحول في الرأي العام العالمي، بدأت بعض الدول الغربية تتراجع عن دعمها المطلق للعدوان الصهيوني، وظهرت مبادراتٌ تتحدث عن (تخفيف المعاناة) و(إعادة الإعمار)، في محاولاتٍ مكشوفةٍ لاحتواء الغضب الشعبي الدولي”.
وزاد البيان قائلًا: “الأهم من تلك المناورات هو الاعتراف المتزايد، ولو جزئيًا، بما طالبت به المقاومة الفلسطينية منذ عقود، وهو الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.
وثمن البيان شجاعة ووضوح شعوب أمريكا اللاتينية ومعظم حكوماتها، وإعلان دول مثل كولومبيا وتشيلي وبوليفيا والبرازيل قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني واعترافها الكامل بدولة فلسطين.
وقال البيان إن هذا التحول المتقدم في الموقف الدولي لم يأتِ صدفة، بل هو ثمرةُ نضال طويل ومرير خاضه الشعب الفلسطيني بدمائه وتضحياته، وتأكيده المستمر على استقلالية قراره الوطني وحقه الثابت في العودة وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني.
وأشار البيان إلى أن التجربة الفلسطينية، في جوهرها، ليست مجرد صراع محلي، بل هي جزء أصيل من حركة الشعوب ضد الهيمنة والاستعمار، ودليل على أن النضال الجماهيري المنظم والمستمر قادر على إعادة تشكيل الوعي العالمي وتغيير موازين القوى لصالح قوى التحرر والعدالة الاجتماعية.
وأكد المكتب السياسي للحزب أن ما أنجزه الشعب الفلسطيني، رغم فداحة التضحيات، يقدم لشعوب منطقتنا وحركات التحرر الوطني في العالم دروسًا بالغة الأهمية، مضيفًا أن الشعب الفلسطيني يقدم تجربة الصمود التي لا تُقاس حصريًا بميزان القوة العسكرية، وأن الحق حين يحمله شعبٌ مؤمنٌ بعدالته يتحول إلى قوةٍ تاريخيةٍ لا تُهزم.
وأردف البيان: “ثبتت التجربة الوطنية الفلسطينية أن المقاومة والنضال الشعبي المتصل هما السبيل الأوحد لانتزاع الحقوق وتحصين السيادة الوطنية، وأن الطريق إلى الحرية لا يُرسم بالاستجداء ولا بالوعود الكاذبة من قوى الإمبريالية، بل بالوحدة والنضال والمقاومة المستمرة ضد كل أشكال الاحتلال والاستعمار والتبعية”.
وجاء اتفاق غزة عقب خارطة طريق قدمتها الولايات المتحدة الأميركية، ووقِع الاتفاق رسميًا في منطقة شرم الشيخ بمصر يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر 2025.
ويقضي الاتفاق بتبادل الأسرى بين الطرفين، إلى جانب دخول مساعدات عاجلة إلى قطاع غزة بواقع 600 شاحنة في المرحلة الأولى، وقد بدأت الإغاثة بالفعل بالوصول إلى القطاع