أخبار

عودة 89 ألف سوداني من دولة الجنوب

 

الدمازين – نبض الساعة

شكا العائدون من دولة جنوب السودان، الذين يعيشون في مخيمات الكرامة بمدينة الدمازين بإقليم النيل الأزرق، ، من تردّي الوضع الصحي في ظل انتشار الأمراض ببلادهم، لا سيما الكوليرا.

وعاد نحو 89 ألف سوداني من جنوب السودان منذ أبريل الماضي، عقب تدهور الوضع الأمني وشحّ الخدمات في مخيمات اللجوء.

وقال سكرتير لجنة مخيم الكرامة (6) بمدينة الدمازين، بابكر الشيخ يعقوب، طبقا لـ”دارفور24″، إن منظمة “أطباء بلا حدود” تستهدف يوميًا علاج نحو 60 مريضًا فقط، في حين أن مئات الحالات تحتاج إلى العلاج يوميًا.

وطالب بضرورة إنشاء مركز صحي دائم داخل المخيم لتقديم الخدمات الطبية على مدار الساعة، مشيرًا إلى أنهم يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على سيارات إسعاف لنقل الحالات الحرجة، مما يعرّض حياة المرضى للخطر.

ودعا يعقوب المنظمات الإنسانية إلى تعزيز التنسيق مع لجان المخيم، وإشراك الشباب في عمليات المسح المقبلة لضمان شمول جميع الأسر وتحسين جودة العمل الإنساني.

وأوضح أن مخيم الكرامة (6) يضم 9320 أسرة تعاني من مشكلات متزايدة تتعلق بالإغاثة والخدمات الأساسية، مبينًا أن برنامج الغذاء العالمي لم يتمكن من تغطية جميع الأسر بسبب المسوحات غير المنتظمة وضعف التنسيق مع إدارة المخيم، مما أدى إلى إسقاط عدد كبير من الأسر من قوائم المستفيدين.

وذكر يعقوب أن المسح الذي نفذته اللجنة الدولية للصليب الأحمر كان منظمًا وحقق تغطية واسعة بلغت نحو 90% من المستهدفين، إلا أن خدمات الإغاثة الأخرى ما تزال محدودة.

وانتقد يعقوب ضعف الالتزام الوظيفي من قبل العاملين في المنظمات، قائلاً إن بعضهم يحضر إلى المعسكر في الساعة الحادية عشرة صباحًا ويغادر عند الثانية ظهرًا، وهو وقت غير كافٍ لتلبية احتياجات مئات الأشخاص يوميًا.

من جهته، قال مسؤول الشباب في مخيم الكرامة (6)، عباس سليمان، إن العائدين من جنوب السودان إلى النيل الأزرق واجهوا تحديًا جديدًا تمثل في تفشي وباء الكوليرا داخل المخيم، ما أدى إلى وفاة عدد من المرضى، أغلبهم من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

وأوضح أن هذا التحدي يواجه العائدين بعد رحلة شاقة محفوفة بالمخاطر استمرت لأسابيع طويلة، قطعوا خلالها مسافات شاسعة وسط تحديات متراكمة منذ لحظة مغادرتهم وحتى استقرارهم في المخيم.

وبيّن سليمان أن رحلة العودة كانت مليئة بالصعوبات منذ بدايتها، حيث واجه العائدون مشكلات كبيرة في توفير تكاليف النقل من مناطقهم في جنوب السودان إلى داخل السودان.

وأضاف: “المفوضية المعنية بحقوق الإنسان في جنوب السودان وضعت تعقيدات إجرائية تتطلب دفع مبالغ مالية لتخليص الأوراق، الأمر الذي دفع كثيرين إلى بيع ما يملكون من أثاثات المنازل والماشية لتغطية نفقات الرحلة”.

وأشار سليمان إلى أن الرحلة لم تخلُ من المآسي الإنسانية، إذ تعرضت القوافل لحوادث سير متكررة أسفرت عن وفيات وإصابات وسط العائدين، بينهم أطفال ونساء وكبار سن. كما أجهضت بعض النساء الحوامل بسبب سوء الظروف الصحية وانعدام المستشفيات أو المراكز الطبية على طول الطريق.

وأوضح أن تعطل المركبات كان يستمر لأيام وسط أمطار غزيرة وشحّ في الغذاء، ما فاقم من معاناة الأسر المنهكة، خاصة تلك التي تضم أشخاصًا يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري والضغط.

وأنشأت السلطات في النيل الأزرق مخيمات سُمّيت “الكرامة”، استقر فيها آلاف العائدين من جنوب السودان، دون توفير خدمات الإيواء أو العلاج.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى