آراء ومقالات

“للحقيقة وجه آخر”خديجة الرحيمة تكتب…..

"قنصلية السودان بجدة" محاربين خارج ميدان (الكرامة)

(1)
في نهاية سبمتبر الماضي قمت بزيارة للقنصلية السودانية بجدة لإجراء بعض المهام ولكن ما لفت انتباهي هو التنظيم العالي وسهولة الاجراءات إلى جانب سرعة الاداء من جميع الموظفين في تقديم الخدمات لطالبيها وترتيب الصالات منظراً “يثلج الصدر” رؤية السودانيين وهم سعداء بتلقي الخدمات يجعلنا نطمئن أكثر بأن هناك جنود خارج ميدان معركة الكرامة يبذلون قصارى جهدهم لراحة المواطن وتقديم كل ما يحتاجه من إصدار جوازات السفر وتصاريح السفر والمساعدة في حالات الطوارئ وتقديم المعلومات حول الخدمات الصحية والقانونية في الدولة المضيفة.

ففي مايو من العام الماضي زرت القنصلية ايضاً ولكن في الوقت انذاك كانوا قد إنتقلوا الى هذا المقر حديثاً فصفوف المواطنين حينها كانت لا تبشر بالخير بل ذكرتني بصفوف المواصلات في السوق العربي والمخابز ومحطات الوقود بالخرطوم كان وضع المواطنين محزن جداً ولم اتوقع أن تتحول هذه الصفوف والضجيج الى هدوء وصالات منظمة شبيهة بصالات المطارات العالمية، إنبهرت جداً من هذا المنظر الذي يشير الى سرعة مواكبة التطورات الحديثة
عشرات الموظفين داخل المكاتب والصالات يقفون بكل قواهم لخدمة المواطن، أية خدمة داخل القنصلية لا تستغرق سوا دقائق معدودة والله على ما اقول شهيد وأتمنى أن يكون هذا الحال في كل القنصليات السودانية ببقية دول العالم

(2)
للأمانة ما يقوم به طاقم قنصليتنا بمدينة جدة في تقديم الخدمات بأنواعها للسودانين هي معارك لا تقل شيئاً عن المعارك العسكرية في ساحة ميادين معركة الكرامة، وهذا بالطبع ليس تقليلاً من بقية عمل السفارات والقنصليات السودانية في دول المهجر، ولكن المتابع عن كثب يلاحظ انني تحدثت سابقاً عن ما كان يقوم به سفير السودان السابق بمصر “محمد الياس” من مجهودات جبارة في ظل خدمة المواطن له التحية والتقدير أينما كان

أن تقدم خدمة بشكل يومياً للمئات دون كلل او ملل رغم ما تمر به بلادنا من تحديات فهذا عملاً عظيماً يستحق الاشادة والتقدير
ولا ننسى المساع التي تبذلها السفارة بالرياض وهي بدورها تستحق التحية من السفير حتى الخفير ومهمتنا تحتم علينا “أن نكون صوتًا لمن لا صوت له”
كل هذا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم القائمين على أمر الدولة و”ربان السفينة” القنصل العام لجمهورية السودان بجدة السفير كمال علي عثمان وكل موظفي القنصلية وفقكم الله
وتحية خاصة لمساعد القنصل علي عبدالله أحمد ومن خلال هذه المساحة اود أن أشكره على حفاوة الترحاب والتعاون الذي يعكس أخلاق السودانيين النبيلة

(3)
“جندي متخفي”
وأثناء تواجدي بالقنصلية جاءت إمراة سودانية برفقة ابنتها وهي تحمل جوازاً قديما صدرت بعده جوازات عديدة بحسب ما ذكر الموجودين لأول مرة في حياتي أرى هذا الجواز وهي مريضة طالبة منهم أن يمنحوها خطاباً للذهاب به الى المستشفى لتلقي العلاج رغم أنها غير حاملة للرقم الوطني وهويتها غير مجددة وكانت مرتبكة في حديثها الا انه وفي ثواني قليلة تفاجأت بعدد كبير من المسؤولين واقفين بجانبها لتقديم الدعم والمساعدة الممكنة وربما المستحيلة لها في موقف يظهر شهامة الشعب السوداني حتى جاء مدير الجوازات العميد شرطة حقوقي “ابراهيم إدريس” بنفسه محاولاً فهم ما تريده دون أن يفصح لها عن هويته الحقيقية في منظر تقشعر له الابدان وقف متواضعاً وهو يسألها عن كيف يمكنه مساعدتها وعرض عليها عدة خيارات تصب في صالحها ورغم أن حالة المرأة كانت حزينة وهي تشرح معاناتها الا أن طريقة تقديم العون لها من الجميع خففت عليها الحزن

وفي هذه الجزئية لا اقصد المرأة لأن أمثالها كثر بل أقصد الجندي المتخفي الذي ذكرته في بداية الجملة فشهادتي في هذا الرجل مجروحة ولكن لابد لي من قول كلمة الحق فهو يقوم بعمل عظيم يقف مع الايتام والارامل مع القوي والضعيف تجده دائماً في المقدمة يمد يد العون لكل من يطرق باب القنصلية عندما تجده واقفاً مع مواطناً في مكتبه كان او خارجه تظنه شخصاً عادياً يستجيب للقريب والغريب يقدم كل ما بوسعه وهو العميد شرطة حقوقي مدير الجوازت بالقنصلية “ابراهيم ادريس” أتمنى من الله عز وجل أن يوفقه ويسدد خطاه كما أتمنى من المسؤولين في الدولة تكريم هذا البطل الذي يخوض معارك يومياً من أجل تقديم الخدمة للمواطنين السودانيين

“لمس وفاء لأهل العطاء”
من لا يشكر الناس لا يشكر الله ومن هنا أتوجه بالشكر الجزيل الى بلادنا الثانية المملكة العربية السعودية حكومتاً وشعباً لمساندتهم لنا في هذه الظروف الاستثنائية من تقديم الدعم بكافة انواعه جميعنا نعلم ما قدمته المملكة وظلت تقدمه منذ زمن بعيد شكراً جميلاً مملكة الخير
وأخص بالشكر خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده الملك محمد بن سلمان وكل القائمين على أمر الدولة دمتم بخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى