آراء ومقالات

مسارب الضي د. محمد تبيدي يكتب.. الفاشر تنزف.. والعالم يتفرّج!

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾
صدق الله العظيم

وعلى حد قولي:
يا فاشرَ المجدِ، ما وهنتِ عزيمتُكِ يوماً،
ولو تكالبتِ الخطوبُ وظلّ ليلُكِ حالِكاً،
ففيكِ صبرُ الأمهاتِ ودمُ الشهداءِ ناطقٌ،
وفيكِ وعدُ النصرِ صادقاً غيرَ سالكاً

في الفاشر تُرتكبُ المأساةُ في وضح النهار، تجويعٌ وتهجيرٌ وقتلٌ واغتصابٌ وتطهيرٌ عرقيٌّ معلن، ومليشيا آل دقلو الإرهابية تمارس جرائمها فوق جثث الأبرياء وهي تضحك لدمائهم، مدعومةً من محمد بن زايد بأموالٍ إماراتيةٍ ملوّثةٍ بالدماء، وتحت غطاءٍ دوليٍّ مشبوهٍ يُدار من خلف الستار!

لقد صار المالُ الخليجيّ سلاحًا يُوجَّه إلى صدورِ السودانيين، والطائراتُ المسيّرةُ التي أُرسلت باسم “الإنسانية” تُزهقُ أرواحَ المدنيين! أيُّ خزيٍ هذا؟ وأيُّ عارٍ يلاحقُ من دعمَ القتلةَ وسلّحَ المجرمين؟

الفاشر اليوم عنوانٌ للمظلوميةِ الصارخة، تُنادي الضمائرَ الحرّة في كل مكان: أوقفوا حمّام الدم، اكشفوا الغطاء عن داعميه، قولوا للعالم إنّ محمد بن زايد شريكٌ في الجريمة، وإنّ التاريخ لن يرحم صمته ولا تواطؤه.

لكن رغم الجراح، تبقى الفاشر شامخةً كالنخيل، تُقاومُ بالفطرة، وتؤمنُ أنّ الفجرَ آتٍ، وأنّ جيشَ السودانِ وشعبَهُ لن يرضيا بالهوان، ولن يتركا الوطنَ فريسةً لمأجورٍ ولا دخيلٍ.

وأنا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى