تقارير

“تجاوز عددها 200”

الاحزاب السياسية إفتقار في التفكير وإرادة التغير

تقرير-خديجة الرحيمة

في ظل تعقد المشهد السياسي بالبلاد برزت العديد من القوى السياسية في الساحة السودان حيث تجاوز عددها 200 حزبا
معظمها يعج بالتحركات والمساومات والمناورات
وهناك حقيقة لا يمكن تجاوزها بأن النخب السياسية والقوى الفاعلة في الساحة تعيد إنتاج نفسها بطرق مختلفة وما حدث قبل ثلاث أعوام من بعض الاحزاب كانت نتيجته هذه الحرب الدائرة

القوى السياسية الان بكل أطيافها تفتقد إلى الخيال السياسي الذي يمكنها من تقديم حلول مبتكرة للأزمات التي تعصف بالبلاد
فالتغيير الحقيقي لن يأتي من هذه النخب بل من إرادة الشعب وادارة الدول في كل انحاء العالم تقع على عاتق القوى السياسية التي ينتخبها الشعب لفترة زمنية محددة وفق برامج صوت عليها الناخبون وهذا هو الشكل المتعارف عليه لتكريس التداول السلمي للسلطة
وما جرى في السودان من احداث بما فيها الحرب كان ربما لنتاج صراع سياسي

ومؤخرا شهدنا تحركات سياسية مكثفة من قبل بعض القوى التي تدعي أنها تسعى لإنقاذ البلاد من هذه الأزمات لكنها تفتقر للرؤية الواضحة والإرادة الحقيقية للتغيير
أسئلة كثيرة تدور في الاذهان هل الاحزاب السياسية الموجودة في الساحة حاليا لديها القدرة على إدارة واستيعاب متغيرات البلاد في مرحلة ما بعد الحرب وهل بمقدورها ابتكار ادوات سياسية توائم المرحلة؟

مصلحة وغياب إرادة

بالنظر إلى الواقع السياسي الحالي يبدو أن العديد من الأحزاب تعاني من ضعف في البنية التنظيمية وغياب الرؤية الاستراتيجية الواضحة ومع ذلك هناك بعض الأحزاب التي تمتلك كوادر قادرة على فهم التعقيدات التي تمر بها البلاد لكنها أيضا تفتقر للأدوات والموارد اللازمة لتنفيذ سياسات فعالة بجانب الابتكار السياسي الذي يتطلب مرونة وقدرة على التكيف مع المتغيرات وهذا ما يبدو غائبًا لدى العديد من الأحزاب
المتحدث بإسم مبادئ ديسمبر الطيب محمد صالح فيقول لـ(النورس نيوز) أن هناك محاولات من بعض القوى السياسية لتطوير خطابها وأدواتها لكنها تبقى محدودة في ظل غياب الإرادة السياسية
واوضح الأحزاب السياسية الحالية بحاجة إلى مراجعة شاملة لسياساتها وهياكلها التنظيمية
واضاف اؤكد أن المرحلة الحالية تتطلب أكثر من أي وقت مضى تعاونًا وطنيًا واسعًا يضع مصلحة البلاد فوق أي اعتبارات حزبية ضيقة وادعو إلى تشكيل توافق اجتماعي سياسي وطني قوي قادر على قيادة البلاد نحو الاستقرار والتنمية
وتابع أعتقد ان الابتكار السياسي ليس خيارًا بل ضرورة لمواجهة التحديات الراهنة.
وزاد في النهاية، يبقى السؤال الأكبر هو مدى استعداد الأحزاب السياسية للتخلي عن مصالحها الضيقة والعمل من أجل المصلحة العامة المرحلة الحالية تتطلب جرأة في التفكير وإرادة في التغيير، وإلا فإن الفرصة قد تفلت من الجميع بحسب تعبيره

حسم وكلمة عليا

الحرب الحالية في السودان حدثت والأحزاب السياسية السودانية في اضعف أحوالها ولهذا كان صوتها جميعا بائسا جدا في وقت الحرب ولا ينتظر ان يتحسن وضعها بعد الحرب مباشرة ولكن بمجرد بدء الفترة الانتقالية بعد انقضاء الحرب يمكن للاحزاب السياسية العمل على استرداد عافيتها وتقديم مقترحات وافكار للعبور بالبلاد الى الانتخابات الرئاسية او البرلمانية.
ويرى المحلل السياسي الفاتح عثمان انه وفي هذا الوقت الراهن حال واصل الجيش سلسلة انتصاراته وتمكن من حسم المعركة لصالحه فإنه يكون بحكم الواقع قادرا على قيادة الفترة الانتقالية تماما كما فعل الفريق أول سوار الذهب
وقال عثمان في حديثه لـ(النورس) غالبا سيكون للاحزاب السياسية المؤيدة للجيش الكلمة العليا خاصة الحزب الاتحادي الديموقراطي الاصل والإسلاميين بمختلف احزابهم وحركات دارفور وحركة مالك عقار ومجموعة درع البطانة وممثلي حركات شرق السودان ومناصري الفريق عبدالرحمن الصادق المهدي في حزب الامة القومي على حد إعتقاده
واضاف تأتي بعد ذلك احزاب قحت التي ستنفض يدها عن تحالف قحت مع الدعامة
واوضح غالب الاحزاب السياسية السودانية ستشارك في التحاور حول مستقبل الحكم في السودان بعد هزيمة الدعم السريع

رؤى وبرامج

اما القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار فيعتقد انه لا حل لازمة السودان المستفحلة الا بقيام سلطة سياسية في اليوم التالي للحرب تتصدى للقضايا المصيرية ومن ضمنها حل المليشيات
وقال كرار لـ(النورس) اعادة هيكلة القوات النظامية لضمان قوميتها ومهنيتها ثم اعادة اعمار الوطن والتهيئة للانتخابات النزيهة بعد فترة انتقالية يعقد فيها مؤتمر دستوري يتفق فيه على مرتكزات دستورية ومبادئ تصلح قاعدة لسودان مستقر وسلام دائم هذا هو الحل والمخرج الوحيد الذي لا نرى مخرجا سواه بحسب ما ذكر
واوضح القوى السياسية الوطنية سواء كانت أحزاب ام تجمعات تعرضت لعمليات فرز خلال هذه الحرب ولكن في غالبيتها تحمل رؤى وبرامج قادرة على انتشال السودان من وهدته
واشار في سياق الجهود لوقف الحرب الانتباه للوطن وما يحيط به من اخطار والحرب وما افرزته من انقسام مجتمعي وخطاب كراهية من المهم الادراك أن التمادي في الحرب يهدد بلا وطن ولا دولة
واضاف كنا في الحزب الشيوعي قد قدمنا مبادرة نرى انها صالحة للتقدم للامام نحو وقف الحرب واسترداد الثورة ووجدت الكثير من التجاوب وجاري النقاش حولها ..
وبشأن عدد الاحزاب السودانية قال كرار اللافتات السياسية التي تمثل أحزابا وقوى سياسية تتجاوز المئات .. ربما في حدود ٢٠٠ .. ولكن الاحزاب صاحبة القاعدة الجماهيرية التي صعدت للبرلمان في اخر انتخابات حرة بعد الانتفاضة على حكم نميري لا تتجاوز ٧ .. وبمكن التاكيد على أن عدد الاحزاب ذات البرنامج والقاعدة الجماهيرية في الوقت الراهن لا تزيد عن ١٢ حزبا على اكثر تقدير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Hide Ads for Premium Members by Subscribing
Hide Ads for Premium Members. Hide Ads for Premium Members by clicking on subscribe button.
Subscribe Now