تقارير

رفض عقد اجتماع الإمارات داخل مبانيه،،

الاتحاد الأفريقي،، خطوة في الاتجاه الصحيح..

حكومة أبي ظبي تلتزم بحزم مساعدات بقيمة 200 مليون دولار للسودان..

غوتيريش يشدد على وقف تدفّق الأسلحة إلى السودان..

السفير الزين: نتوقع أن يراعي بيان مجلس السلم سيادة السودان ويرفض التدخلات في شؤونه..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

رفض الاتحاد الأفريقي دعوة إماراتية لعقد مؤتمر خاص بالأوضاع الإنسانية في السودان داخل مباني الاتحاد الافريقي بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا ، ولجأت الإمارات إلى مباني لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا (UNECA) حيث عقدت مؤتمرها الذي كان أشبه بلقاء للعلاقات العامة بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، وتحاول حكومة أبي ظبي تحسين صورتها وسط الأفارقة بعد أن تشوّهت جراء مشاركتها في جريمة الحرب الوجودية التي اندلعت في السودان منذ الخامس عشر من أبريل 2023م بدعم وإسناد إماراتي مالياً ولوجستياً، حيث أعلنت دويلة الشر والعدوان عن التزامها بدفع 200 مليون دولار، فيما شدد الأمين العام للأمم المتحدة على وقف تدفّق الأسلحة إلى السودان، واصفاً ما يجري في البلاد بالأزمة الإنسانية غير المسبوقة في القارة الأفريقية.

موقف السودان من الاجتماع:
ولم يشارك السودان في الاجتماع الذي دعت إليه دويلة الإمارات، وأكد مندوب السودان الدائم بالاتحاد الأفريقي وسفيره لدى أثيوبيا، السفير الزين إبراهيم حسين أن الاجتماع الذي دعت إليه دولة الإمارات قد وجد انتقاداً واسعاً وتبرماً كبيراً من مندوبي الدول الأعضاء بالاتحاد الافريقي عندما حاولت اقناع الاتحاد الأفريقي به باعتبار أن هذا الاجتماع الذي وصفه السفير الزين بالقصير وليس مؤتمراً كما أشيع، لم يكن مدرجاً في جدول الأعمال، وإنما أُقحم إقحاماً، لذلك كان من الطبيعي ألا ينعقد داخل مباني الاتحاد الأفريقي، وقال السفير الزين في إفادته للكرامة من أديس أبابا إن الاجتماعات الطارئة أو الراتبة لكل المنظومة التابعة للاتحاد الأفريقي تتم إجازتها وجدولتها بواسطة مندوبي الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، مبيناً أن اجتماعات لجنة المندوبين الدائمين ظلت منعقدة لنحو أسبوعين من أجل إجازة جدول الأعمال ومعالجة الكثير من النصوص ورفعها للمجلس التنفيذي الذي انعقد يومي 12 و13 فبراير الماضيين، وأن المجلس التنفيذي يجيز أجندة وجدول أعمال قمة الرؤساء المنعقدة يومي 15 فبراير، و 16 فبراير الجاري بأديس أبابا، ونوه مندوب السودان بالاتحاد الأفريقي إلى نوعين من الاجتماعات، هي اجتماعات هيكلية، واجتماعات جانبية، مؤكداً أن هذه الاجتماعات بنوعيها، تنعقد وتجاز داخل مباني الاتحاد الأفريقي، مبيناً أن الاجتماع الذي دعت إليه دولة الإمارات لم يكن اجتماعاً مدرجاً في جدول الأعمال، وإنما أُقحم إقحاماً فكان من الطبيعي ألا يجد الإجازة من الدول الأعضاء، وبشأن نتائج قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي التي اختتمت أعمالها في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، توقع السفير الزين إن تسفر القمة عن بيان متوازن يدعو لاحترام سيادة السودان، ويرفض التدخل السالب في شؤونه.

ازدواجية معايير:
وعلى الرغم من الموقف الإيجابي للاتحاد الأفريقي كمنظومة ورفضه تضمين الاجتماع الإماراتي وإدراجه في جدول أعمال القمة سواءً في الاجتماعات الهيكلية أو الجانبية، إلا أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي المنتهية ولايته موسى فكي، رأى أن ينساق وراء مواقفه المتماهية مع دويلة الشر فعقد الاجتماع المعني، وجلس على المنصة الرئيسة في حضور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وممثل الخارجية الإماراتية شخبوط بن نهيان، والسكرتير العام لمنظمة الإيقاد ورقنه جيبيهو، في حضور أبي أحمد، ووليام روتو وما أدراك ما وليام روتو، وقال موسى فكي الذي لم يرفّ له جفن وهو يخاطب الاجتماع بقوله إن الوضع الإنساني في السودان يائس ويتطلب تدخلاً عاجلاً، وإن استمرار الصراع في السودان يُعد أحد أعظم الإخفاقات الأخلاقية والسياسية في العصر الحالي، مؤكداً أنّ الوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار هو الخطوة الأولى نحو حوار سياسي شامل وإعادة بناء النظام الدستوري، وقال إن الشعب السوداني يستحق العيش بسلام دون تدخلات خارجية! انتهى حديث موسى فكي المنتهية ولايته، ولكن الكثير من الأسئلة لم تنتهِ: فماذا يسمى مفوض الاتحاد الأفريقي ما تقوم به دويلة الإمارات في السودان؟ أليست تندرج ضمن التدخلات الخارجية؟ ولماذا وقفت مفوضية الاتحاد الأفريقي مكتوفة الأيدي أمام الأزمة السودانية؟ وكيف لها أن تسمح باستضافة مباني الاتحاد الأفريقي ممثلين عن ميليشيا الدعم السريع وتنسيقية تقدم وهم رأس الفتنة وأساس أزمة السودان؟ كيف تتجاهل مفوضية الاتحاد الأفريقي دور السودان المؤسس لمنظمة الوحدة الأفريقية، وترهن نفسها لميليشيا متمردة تحارب جيش نظامي بعد أن فشلت في الانقلاب عليه؟ أليس الاتحاد الأفريقي نفسه ما ظلُّ يصرخ حتى بحّ صوته من أجل مناهضة الحركات المسلحة والجماعات الإرهابية؟ إن لسان المنطق ليدعو مفوضية الاتحاد الأفريقي التي تستقبل رئيساً جديداً خلال هذا الأسبوع، خلفاً للتشادي موسى فكي، أن تعيد النظر في تقديراتها وقراراتها الخاصة بالسودان الذي لن يقبل بأي تدخل أو تلاعب بمصيره أو تحديد مساره السياسي.

شرُّ البلية ما يُضحك:
والواقع أن الاجتماع الإنساني الذي دعت إليه دويلة الشر لم يقف فقط عند مهزلة حديث مفوض الاتحاد الأفريقي، إنما شهدت قاعة مباني لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا (UNECA)مسرحية هزيلة كانت بطلتها وزيرة الدولة للتعاون الدولي الإمارتية، ريم الهاشمي التي قالت دونما حياء أو خجل إن حزمة المساعدات التي تعهدت بلادها بتقديمها خلال المؤتمر الإنساني، الذي نظمته الإمارات على هامش القمة الثامنة والثلاثين للاتحاد الأفريقي، تأتي في إطار مساعي حكومتها لدعم الشعب السوداني! إن شرَّ البلية ما يضحك فعلاً، ذلك أن دولة الإمارات التي تتباكى اليوم على تردي الأوضاع الإنسانية في السودان وتحشد قادة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لبحث الأزمة الإنسانية في السودان، هي الإمارات نفسها التي تسببت في هذه الكارثة الإنسانية الخانقة والتي أدت إلى مقتل ما يزيد 300 ألف شخص، وتشريد ونزوح ولجوء نحو 15 مليون سوداني، وما تزال الإمارات تواصل في إذكاء نار الحرب في السودان من خلال استمرار دعمها المادي واللوجيستي لميليشيا الدعم السريع التي يصلها الإمداد عن طريق دولتي ليبيا وتشاد، وتطالب حكومة أبوظبي بهدنة إنسانية خلال شهر رمضان المعظم للسماح بإيصال المساعدات وهي كلمة حق أُريد بها باطلاً، إذ تسعى الإمارات إلى إتاحة الفرصة لميليشيا الدعم السريع لتلتقط أنفاسها جراء الضربات المتلاحقة، والهزائم الكاسحة التي تتلقاها الميليشيا المتمردة على أيدي القوات المسلحة والقوات المساندة لها.

السم في الدسم:
إن محاولات حكومة أبوظبي المكشوفة بدسِّ السُم في الدسم، لن تنطلي على الحكومة السودانية التي نثق في أنها مدركة تماماً ان حزمة المساعدات الإماراتية ليست سوى محاولة لزرِّ الرماد في العيون، باعتبار أن التآمر الإماراتي سيبقى مستمراً تجاه البلاد بغية تحقيق مقاصد وأهداف دويلة الشر بتفتيت السودان وتمزيق أوصاله، بعد أن تهدَّ قدراته وثرواته الكامنة، وتهدر موارده التي يسيل إليها لعاب حكومة أبي ظبي ومن يقف خلفها من قوى البغي والعدوان، ولكن هيهات، فقد وعت الحكومة السودانية الدرس تماماً، واستفادت من العظات والعبر التي أفرزتها حرب الخامس عشر من أبريل 2023م بالالتفاف الشعبي والاصطفاف غير المسبوق خلف القوات المسلحة، مما انعكس إيجاباً على تماسك الجبهة الداخلية إلا من بعض العملاء والخونة والمرتزقة من الفئة القليلة والضالة والتي يتم التعامل معها، ورميها في مزبلة التأريخ، وتؤكد ذلك خطى التقدم الواسعة والمضطرد للقوات المسلحة والقوات المساندة لها في مختلف محاور وجبهات القتال مما ينذر بقرب انتهاء هذه الحرب رغم أنف دويلة الشر وزبانيتها وعملائها داخل منظومة الاتحاد الأفريقي الذين غلَّبوا مصالحهم الشخصية، على مصلحة السودان وشعبه، ضاربين بعُرض الحائط نظم ولوائح الاتحاد الأفريقي، فباعوا قضية القارة السمراء بثمن بخس دراهم معدودة.

خاتمة مهمة:
مهما يكن من أمر فإنه بالنظر إلى الجزء المليء من الكوب، نجد أن الاتحاد الأفريقي وبعد حوالي سنة وثمانية أشهر من اندلاع تمرد ميليشيا الدعم السريع، قد فعل خيراً برفضه دعوة الإمارات لعقد مؤتمرها داخل مبانيه، وهو موقف إيجابي يحمل بين طياته العديد من الدلالات والمعاني أهمها الابتعاد عن أي أنشطة وبرامج تهدد تماسك المنظمة الإقليمية، وتضر بوحدة ونسيج الدول الأفريقية، وينبغي على الحكومة السودانية أن تقابل هذه الخطوة بخطوة مماثلة وجادة تستوفي بها الاستحقاقات المطلوبة لاستعادة العضوية وفي مقدمتها تعيين رئيس الوزراء الذي سيقوم بدوره بتشكيل حكومته المدنية، وكفى الله المؤمنين القتال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Hide Ads for Premium Members by Subscribing
Hide Ads for Premium Members. Hide Ads for Premium Members by clicking on subscribe button.
Subscribe Now