
في هذه الحرب التي فرضت على الشعب السوداني،والتي جعلت الخيار واحد، أمام كل أفراد الشعب السوداني وأحزابه إما الإنحياز للوطن والدفاع عنه والوقوف صفا واحدا،مع قواته المسلحة،ودعمها ومساندتها، والإنحياز الكلي لها بغير تلونٍ ، ولاتردد في التصدي لكل هجمة مسعورة من تلك الشراذم على المؤسسة العسكرية التي تدافع عن العرض والأرض ،في هذه الحرب الوجودية، وإما مع طوابير الخيانة والعمالة الذين باعوا ضمائرهم وتآمروا على بلدهم،فلامجال للرمادية،والوسطية،فحينما يكون الصراع ضد الوطن، وتقوده قوى شر عظمى، وبمرتزقةأجانب، مع تكالب عدد من دول الجوار ضد الوطن والمواطن عبر دعم المليشيا التي ،عاثت فيهم فسادا، حيث قتلت وذبحت،ونكلت ،وإذلت،المواطن وكانت نهباًلمكتسباتة،وبنيته التحتية،فلامجال للحياد، بعد هذا الجرائم،فعندما يكون الصراع ناشبا بين ظالم ومظلوم، أو بين حق وباطل، أوثائر ومحتل،أو بين مخلص وخائن، أو بين من يريد أن يعيش بحرية وكرامة،ضد من يدوس على حرياته وكرامته ويمسح بها الأرض هنا يصبح لامجال للحياد.
فالوطن في معركته ضد مخطط حجمه كبير تقوده دويلة الشر مع الاستخبارات العالمية التي تكالبت عليه، لفرض استعمار جديد،ولتمزيق وحدته،ونهب خيراته وثرواته،فالموقف الوطني والأخلاقي الحقيقي يتمثل في الوقوف مع الوطن في محنته ،ضد قوى الإستبداد والظلم فلاقيمة للحياد،
ففي معركة الوطن الوجودية الحياد هو الخيانة بعينها،فسيدنا علي رضى الله عنه يقول عن أهل الحياد :(لم تنصروا الباطل ولكنكم خذلتم الحق) فقد أجبرت دويلة الشر بدراهمها،الخونة والعملاء، بالسكوت عن كلمةالحق،والصمت عما تقوم به المليشيا من انتهاكات ،وجرائم يندى لها الجبين، فقد كان هؤلاء العملاء الذين باعوا ضمائرهم بثمن بخث بحفنةدراهم، دفاعا عن جرائم المليشيا، رغم قتلتها، وذبحها وتهجيرها للمواطنين وارتكاب مجازر ترقى لجرائم الحرب، ليأتي هؤلاء يتشدقون في وسائل الإعلام وبكل فخر للتصدي، والدفاع عن ماتقوم جرائم مليشياتهم ويرغم ذلك يصرحون بأنهم في الحياد،فأي حيادٍ ٍهذا، فالوقوف في الحيادفي هذا الوقت، والسكوت عن الإعلان الواضح والصريح بالوقوف جانب المواطن الأعزل هو أسوا أنواع العمالة والخيانة،ففي وقت حرب الوطن ضد التمرد،يصبح لامجال ولا وقت للخلاف والاختلاف، فليتعلم من يدعي الحياد في أزمة وطنه،ومن يسترزق من معاناة المواطن ليتعلم دروس الوطنية الحقةمن المعارضةالباكستانية،ففي باكستان عندما تصاعدت التوترات بينها وبين الهند بعد الهجوم في باهالغام الذي أودى بحياةعدد من السياح معظمهم من الهندوس مماجعل الهند تشن غارات على باكستان حيث أظهرت المعارضة الباكستانيةمواقف وطنيةحقه،نبذت بها كل أنواع الخلافات السياسيةوكانت دعما للجيش الوطني رغم أختلافهم معه،رافضين المساومة في حق الوطن والمواطن وكرامته، مقدمين دروسا بالمجان لكل الأحزاب المعارضةلأنظمتها في وقت الأزمات،والحروب،
فمن يقف على الحياد من قضايا وطنه في أوقات التحديات والأزمات، لا يستحق شرف الإنتماء لهذا الوطن يامن تدعمون المليشيا في حربها ضد الشعب السوداني ومكتسباته،ألم يأتيكم نبأ تلك المعارضة الباكستانيةوموقفها الوطني المشرف بوقوفها صفا واحدا، مع جيشها؟ أيتها الشرذمةالتي تسمي نفسها بصمود وتأسيس، وغيرها من أحزاب وتحالفات العمالة والإرتزاق،من الذين باعوا وطنهم،متناسين حق الإنتماء ،والمباديء الوطنية،والقيم والأخلاق.
فليعلم هؤلاء الخونةوالعملاء أن الوطن له بواسل يحمونه من كيد كل متمرد، ومن كيد كل معتدٍ ومتآمر من المرجفين وأبواق الفتنةالذين يصطفون للنيل من وطنهم ووحدته ليعلموا أن الشعب صفا واحدا وفي خندق واحد ،مع قواته حتى تحرير آخر شبر في البلاد من دنس مليشياتكم ومرتزقتكم وهو لكم بالمرصاد،فلاصوت الآن يعلو فوق صوت الوطن وحتما ستنتصر إرادة هذا الشعب الأبي،وستحرر ماتبقى من التمرد في كردفان الغرةأم خيرا جوه وبره ودارفور ليعود السودان رائدا وعلما بين الأمم، ويكون السودان للوطنين،حيث
لامكان فيه للخونة وأصحاب المواقف الرمادية
، فليعم هؤلاء أن هذه معركةحق والحق لايهزم بإذن الله وسيزهق فيه الباطل ولو بعد حين،وسيهزم الطغاة ويولون الدبر فمن يقف على الحياد من قضايا وطنه، في أوقات التحديات والأزمات لا يستحق شرف الانتماء لهذا الوطن