
هنا أرض البطولات والتضحيات في سبيل عزة السودان.
نعم لتلك الأرض جنود أوفياء صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
هنا القوات المسلحة والأجهزة الامنية والاستخبارات ورجال الشرطة والمستنفرين وجميع القوات الرديفة للجيش الذين قدموا أرواحهم وشربت الأرض من دمائهم الطاهرة حتى ارتوت .
إذا أبحرت في كل الأتجاهات ومضيت في كل الدورب ستعثر على نقشهم و بصماتهم ,سودانيون طيبون شعارهم في السراء والضراء ( الحمدلله) .
تلك الكلمة التي لا تفارق لسان كبيرهم وصغيرهم مها كان حاله ووضعه. رضاء و تسليم للخالق الباري.
هذهِ الدِّيارُ دِيَارُنا ولنا فِي عِشْقها دينٌ ومعتقدُ.
من هنا بدأت البشرية .ومن هنا انطلقت أقدم الحضارت.
هنا سلة غذاء العالم و هنا التقاء النيلين وهنا شريان الحياة.
هنا أرض الأهرامات وأكثر من ٢٠٠ هرم والدولة الوحيدة التي تضم أكبر عدد من الاهرامات وليس كما يشاع في بلدان أخرى .
هنا أرض الفراعنة السود.
هنا أرض ترهاقا الذي تم تصنيفة بأعظم قائد عسكري في العالم القديم الذي كان يبلغ من العمر حوالي ٢٥ سنة ، الذي أعلن انتصاراته بلوح ذهبي نقش عليه عبارته المشهورة على جبل البركل لكي يراها كل شخص والتي أعلن فيها انتصاراته قائلا:( أنا ترهاقا السيد الطيب ملك مصر العليا والسفلى الذي يعيش للأبد لقد دمرت بدو آسيا و قتلت سكان الصحراء في ليبيا ) والبدو كان يقصد الآشوريين آنذاك . وكان ذلك الأكتشاف للباحث تيم كيندل بعد دراسة وبحث و تنقيب استمرت ما يقارب ٢٨عام . ذلك القائد الذي ذكر أسمه في الكتب المقدسة ( التوراة والانجيل ) كما أثبت العلماء و الباحثين .
هنا أرض الكنداكة أماني التي انتصرت على ملك الرومان البيزنطيين الذين كانوا يحكمون مصر وقتلو الملك اغسطس و صعدت على رأسه لتجلس على عرشها. والكنداكة اسم يطلق على الملكة بل على المرأة التي تتصف بالطهارة والعفة .
هنا أرض السلطنة الزرقاء التي سطرت معنى التعايش السلمي بين القبائل آنذاك .
هنا بلد الشعب الذي كسى الكعبة المشرقة لأكثر من عشرون عام و كانوا يحمون قوافل الحجيج .
هنا البلد التي إذا تهت او ضعت تلجأ لأي منزل وبيت يستقبلونك ويكرمونك و تنام عندهم حتى تجد طريقك أو رشدك.
هنا الكنيسة تعانق المسجد بأجمل صور التعايش السلمي .
هنا ترفرف فوق المآذن والكنائس حمامة السلام.
هنا أصحاب البشرة السمراء والقلوب البيضاء.
هنا أرض حفظة القرآن والخلاوي لتدريس القرآن وهنا محبي الرسول الكريم.
هنا تفرش موائد الرحمن في شهر رمضان في الشوارع وكل الأماكن للقريب والبعيد وعابر السبيل .
هنا البلد التي لا تشعر بأنك غريب فيها.
هنا يلتقي جميع الأجناس من شتى بلاد العالم .
هنا الشعب المثقف الذي يحترم كل زائر للبلد.
تلك البلد التي لا تسيطيع أبجديات العالم أن تصفها و تبقى عاجزة عن ذلك.
مزيج من السكان بمختلف ألوانهم و سحناتهم و قبائلهم واعتقاداتهم شكلت لوحة فسيفسائية للسنيج الأجتماعي متعايش بسلام.
ذلك البلد الذي يتصف شعبه بطيبة قلبه وعفويته وإنسانيته وضحكته والذي أجمع العالم على نزاهتهم و صدقهم وأمانتهم .
حفظ الله السودان وشعبه من كل الفتن و نسأل الله يعم الأمن والأمان في ربوع السودان الحبيب.