أرقام صادمة لتعاطي المخدرات بولاية البحر الأحمر… والوالي يدعو منظمات المجتمع المدني إلى زيادة التوعية بمخاطر الإدمان.

مدير مكافحة المخدرات: ارتفاع نسبة التعاطي بين الشباب وضبط حالات تعاطٍ بين الطلاب يومياً.

_بورتسودان – محمد مصطفى_

شهدت ولاية البحر الأحمر خلال الفترة الماضية ارتفاعًا مقلقًا في نسب تعاطي المخدرات، خصوصًا وسط الشباب، والقُصَّر في سن السادسة عشرة، إلى جانب تزايد ملحوظ في حالات تعاطي النساء. كما كثّفت الأجهزة الأمنية حملاتها، حيث ضبطت شحنات متعددة من المخدرات وفتحت العديد من البلاغات بحق المتهمين من التجار والمتعاطين، في وقت وجهت فيه الأجهزة الأمنية ضربات قوية لأوكار الترويج، مما استدعى تحذيرات عدد من المختصين من تفاقم الظاهرة بعد حرب 15 أبريل 2023م، وتأثيراتها السلبية على جهود المكافحة.

وأشاد والي ولاية البحر الأحمر، الفريق ركن مصطفى محمد نور، بجهود الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في ضبط الشحنات خلال الفترة الماضية، مثمنًا الدور المتعاظم الذي تقوم به الأجهزة الأمنية لحماية المجتمع.

وأوضح الوالي، خلال كلمته في الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي نُظِّم بقاعة الخبير في جامعة البحر الأحمر، وبحضور قائد المنطقة العسكرية بالولاية الفريق ركن بحري محجوب بشري، ومدير شرطة الولاية اللواء دفع الله طه، ومدير المخابرات اللواء عاطف، وعبد المحمود مبارك إسماعيل رئيس اللجنة العليا الفرعية لمكافحة المخدرات، أن هذه الضبطيات الكبيرة تُعد إنجازًا مهمًا، إلا أن هناك حاجة ماسة لتكامل الجهود المجتمعية، من منظمات المجتمع المدني والأندية والمشايخ والعُمد والشباب، للتوعية والحد من انتشار هذه الآفة.

من جانبه، قدّم العقيد آدم محمد صالح، مقرر اللجنة العليا، تقريرًا مفصلًا عن الوضع الراهن، أشار فيه إلى أن العام الماضي شهد تسجيل 1534 بلاغًا، فيما تم فتح 575 بلاغًا جديدًا حتى الآن في عام 2025، مع تسجيل حالات تعاطٍ يومية تقريبًا بين الطلاب، وبعضهم في سن السادسة عشرة، فضلًا عن حالات تعاطٍ بين النساء. كما كشف عن تورط بعض منسوبي القوات النظامية في عمليات إدخال وترويج المخدرات، مستغلين الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.

وأشار صالح إلى أن الاحتفال يتضمن فعاليات توعوية تمتد لمدة أسبوعين، تشمل عروضًا درامية ومحاضرات توعوية بجامعة البحر الأحمر.

وأكد مدير شرطة ولاية البحر الأحمر أن الشرطة كثّفت حملاتها الوقائية لمكافحة الظاهرة، من خلال مداهمة أوكار التجار وتنفيذ عمليات نوعية، مشيرًا إلى أن الإحصائيات التي أوردتها اللجنة تُعد إنذارًا يستوجب التدخل العاجل.

وفي السياق ذاته، ثمّن عبد المحمود مبارك إسماعيل، رئيس اللجنة العليا لمكافحة المخدرات، الجهود النظامية المبذولة مؤخرًا، مؤكدًا على أهمية التنسيق المجتمعي والتوعوي لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية.