حوارات

القنصل العام للسودان بالمملكة السفير كمال علي لـ(نبض الساعة): مشاكل السودانيين المخالفين “كبيرة” وأكثر من (نصف مليون) ريال سعودي لحلحلة مشاكل وأوضاع حرجة 

مبنى القنصلية ضيق ولدينا عجز في التحريات ونحتاج الى مزيد من المواعين

موافقة السلطات السعودية على التعليم اقتصرت على القادمين من الخرطوم فقط ونسعي للمعالجة

تقليص الزيارات يتعلق بالسياسة الداخلية للمملكة وتحكمها عوامل متعلقة بالحج والعمرة

بعد قرار تخفيص رسوم الجواز نصدر في اليوم أكثر من (450) جواز وإجراءاتنا متقدمة جداً

نقدم شكرنا لجامعة جدة لتعاونها في استضافة الامتحانات وسنقيم حفل تكريم لها

أجرى المقابلة بجدة_خديجة الرحيمة

كشف القنصل العام للسودان بالمملكة العربية السعودية سعادة السفير كمال علي عثمان، عن ظهور ما اسماه بالظواهر الجديدة لبعض السودانيين في المملكة، حصرها في مخالفات نظم الاقامة وإنتشار وتعاطي المخدرات كظاهرة جديدة على الجالية السودانية،منوهاً الى أن عدد الجالية في المنطقة الغربية بلغ حوالي مليون ونصف سوداني.

وأفاد السفير أن عدد السودانيين بسجون المنطقة الغربية بلغ حوالي (250) شخصاً،في حين أقر أن بعض مشاكل المخالفين “مستعصية” وأن هناك أكثر من نصف مليون ريال سعودي تم انفاقها خلال الشهور الماضية لحلحلة مشاكل وأوضاع “حرجة” لسودانيين. وعبر عثمان في مقابلة مع “نبض الساعة” عن قلقه بشأن تأخر سداد رسوم الحج للعام المقبل حتى الان، وقال: “أخشى ما أخشاه أن يكون إختيار المخيمات في المشاعر أسوأ من العام الماضي لأن السداد المبكر لوزارة الحج السعودية يكفل لك حجز المخيمات في المواقع الافضل”. مشيراً في هذا الصدد الى ان دور القنصلية تنسيقي فقط .

وكشف عن ترحيل أكثر من (1500) سوداني ضمن برنامج العودة الطوعية للبلاد. فيما ذكر أن عدد الطلاب الذين جلسوا لامتحانات الشهادة المختلفة تجاوز (15) الف طالب وطالبة في مختلف المجالات، نافياً الحديث عن التباطؤ في استخراج الجواز من القنصلية. وتابع: “بعد قرار تخفيص رسوم الجواز نصدر في اليوم أكثر من (450) جواز بمقر القنصلية ومثلها في الماموريات الخارجية، مؤكدا أن اجراءات استخراجه لا تتجاوز ظرف (30) دقيقة فقط، – وفق تعبير.

 

*ثمة مشاكل تعتري السودانيين بالمملكة ما هو الدور الذي تقومون به في هذا الشأن؟

معلوم أن الجالية السودانية في المملكة هي من كبريات الجالية السودانية في الخارج على مستوى العالم ولا شك بأن هذا العدد الكبير تعتريه بعض الاشكالات والتحديات تتمثل في تعليم الابناء وفرص العمل والعلاج ومخالفة قوانين الاقامة وغيرها لكن لدينا جهود مقدرة في حل ومواجهة هذه المشاكل على سبيل المثال مشكلة التعليم بفضل الله لدينا تواصل مع المسؤولين في فرع وزارة الخارجية منطقة مكة المكرمة وبإستمرار في كل لقاءاتنا بالمدير العامل ومسؤولي الخارجية ظل لدينا بند ثابت وهو تمكين الوافدين خاصة المتأثرين بالحرب من تعليم الابناء وتجديد الاقامات والسماح لهم بفرص عمل وكانت هناك وعود طيبة من الجانب السعودي وأثمرت هذه الجهود بالسماح للابناء بتلقي تعليمهم في المدارس السعودية غير أن هذه الموافقة جاءت مشروطة بأن يكون القادم من الخرطوم وتدخلنا في التوضيح للسلطات بأن ليس المتأثرين من الحرب بالضرورة ان يكونوا من الخرطوم لأن اقتصار الموافقة على القادمين منها فقط فيه إقصاء وحجب للخدمة عن قطاع كبير جداً ونحن مستمرين في جهودنا لمعالجة هذه الاشكالات من خلال التواصل مع الخارجية ووزارة التعليم

*ماذا بشأن المخالفين وهل هناك احصاءات؟

مشاكل المخالفين هذه مستعصية وذات شقين الاول هناك سودانيين يحملون وثائق سودانية ويكونوا مخالفين لنظم المملكة يتم عمل وثائق سفر اضطرارية بالتنسيق مع السلطات السعودية وترحيلهم الى السودان لكن هناك جانب مهم جداً وهو وجود الكثير من الذين يدعون الجنسية السودانية وليس لديهم اي وثيقة او اثبات لذلك هذه الحالات تخضع لعملية تحري مطولة بيننا والسلطات السعودية تتطلب من القنصلية جهد مضاعف في تفريغ ضابط لعمل تحري والتواصل مع الرئاسة حتى نثبت سودانيتها او عدم سودانيتها ثم نخاطب السلطات بأن هؤلاء ليسوا سودانيين وهذه مسألة معقدة

نعم الاحصاءات موجودة في المضابط وكل منطقة تختلف عن الاخرى والمتوسط في كل المناطق لا تتجاوز الاعداد (100) مخالف لكن الامر متجدد ومستمر وكل يوم يتم ضبط مخالفين

 

*ماذا عن أوضاع الموقوفين في السجون وأبرز الجرائم المرتكبة وإحصائية بعددهم؟

لدينا متابعة دقيقة لهؤلاء ونقوم بزيارات ميدانية دائمة لكل المناطق للوصول الى الجاليات في مناطقها بالتنسيق والترتيب مع السلطات المختصة في هذه المناطق ونقف على حالات الموقوفين ومدة محكوميتهم ونتأكد من سلامة الاجراءات القانونية وحقوقهم الكاملة ولدينا محامي سعودي بالقنصلية متعاقدين معه وكل الحالات التي تحتاج الى تدخل قانوني من قبل المحامي نحيلها له

بخصوص الجرائم هناك ظواهر سالبة غريبة وجديدة على المجتمع السوداني المتواجد هنا متمثلة في انتشار المخدرات اذا كانت تعاطي او ترويج وهذه الحالات على الرغم من قلتها لكنها مزعجة ونحن ساعين بكل ما أوتينا من قوة بأن ندير عملية توعية واسعة في أوساط الجالية من خلال الزيارات واللقاءات التي نعقدها معها والتنوير بضرورة محاربة هذه الظواهر ونحافظ على السمعة الطيبة التي نتمتع بها وأي مسؤول او أمير منطقة نلتقيه الا ولسانه يلهج بالاشادة والشكر والثناء على الجالية في إنضباطها وتعاونها والتزامها واحترامها كذلك هناك ممارسات نفعلها بعفوية كحمل أدوية ممنوعة يمكن أن تكون عادية في السودان لكن القوانين السعودية لا تسمح بها والتعامل مع بعض الوسائط المختلفة التي تدخل مواطنينا تحت طائلة المساءلة ولدينا احصائية لكل منطقة ومنذ بداية العام حتى يوليو لدينا اعداد في جدة وكل الاحصاءات في المنطقة الغربية لا تتجاوز (٢٥٠) حالة ونحن ساعين لتجميع احصائيات جميع المناطق وأكثر الجرائم تتم بحسن نية هناك حالة سودانية كان يعمل لدى سوري في شركة مملوكة للسوري يستورد من الخارج وادخل حاوية بها مخدرات تم شحنها باسم السوداني وعندما وصلت الحاوية اختفى السوري وتم القبض على السوداني وحكم عليه بالاعدام وهو بريء وتابعنا هذا الامر وعلمنا بأن السوري قبض عليه في المملكة الاردنية وطالبنا عبر الخارجية تعطيل تنفيذ الحكم بإعتبار ان المتهم الاساسي موجود في احد السجون بعمان تم إيقاف حكم الاعدام وإعادة فتح ملف القضية مرة اخرى والان تسير اجراءات التقاضي بصورة طبيعية والمحامي يتولى الدفاع عن المواطن السوداني وسيخرج براءة بإذن الله

*الاعداد المحصورة لديكم وهل للقنصلية والجالية مساهمات في معالجة بعض المشاكل؟

الجالية السودانية هي الثانية من حيث العدد وتحديدا في المنطقة الغربية وتقدر بحوالي (مليون ونصف) سوداني اما المنطقة الشرقية قد تكون نفس العدد او تزيد لأن منطقة تمثيلنا الغربية فقط ومعالجاتنا تتم من خلال قيادة عمليات توعية واسعة والتواصل المباشر مع السلطات والتعاقد مع محامي للدفاع عن الوافدين في كل ما يتعرضوا له من مشاكل ونشرك الجاليات في كل منطقة في ادارة عملية التوعية والمتابعة اللصيقة للسجون ومراكز الايقاف وافادة القنصلية اولاً حتى يتم التدخل المبكر

*فيما يتعلق بالمرضى ما هو دوركم في الوقوف معهم؟

هناك صندوق يسمى الصندوق الخيري للجالية كان يشكل دعما اساسيا وقويا في معالجة كافة المشاكل التي يتعرض لها أبناء السودان في المنطقة الغربية ولكن هذا الصندوق توقف قبل الحرب وكان يستقطع من كل معاملة قنصلية والان عاود نشاطه بعد جهد كبير بذلناه عن طريق الخارجية ووزارة المالية وجهاز السودانيين بالخارج والان بدء بتجميع الرصيد مرة أخرى ورغم الموارد المحدود لهذا الصندوق لكننا استطعنا معالجة كثير من المشاكل ومنذ بداية العام وحتى الان قدمنا ما يتجاوز (نصف مليون) ريال سعودي مساعدات لحلحلة مشاكل وأوضاع حرجة لسودانيين من خلال علاج وتسفير ونأمل بأن يقدم الصندوق أكثر من ذلك في المرحلة المقبلة بعد معاودة الاستقطاع.

*موضوع الزيارات وحديث عن أن السلطات السعودية قلصتها؟

هذا الامر يتعلق بالسياسة الداخلية للمملكة وتحكمها عوامل متعلقة بالحج والعمرة وهي تخضع لمسألة ضبط وجود الوافدين بصورة عامة من كل الدول مع مواسم الحج والعمرة حتى لا يحدث تكدس للتسهيل على الحجاج والمعتمرين وتدخلنا كان فيما يتعلق بضمان تجديد الزيارات للذين وصلوا المملكة وتحويل بعضها لإقامات وإتاحة فرص العمل

*العودة الطوعية هل ابتدرت أي ترتيبات لتسهيل عودة السودانيين على نفقة الحكومة وهل هناك إحصائية محددة للعائدين للبلاد؟

دشنا منذ أبريل الماضي مبادرة العودة الطوعية وبإجتهاد من القنصلية حصلنا على ترحيل مجاني كامل لكل الراغبين في العودة واعلنا عن ذلك من خلال الموقع الالكتروني للقنصلية وانشأنا رابط خاص بتسجيل الراغبين وسجلوا أعداداً مقدرة ونحن ذكرنا بأن سقفنا للعودة في حدود (25) الف مواطن مستعدين لنقلهم مجاناً في موعد أقصاه نهاية ديسمبر المقبل وحتى الان رحلنا أكثر من (1500) مواطن

*الجهود المبذولة للقنصلية لضمان عقد إمتحانات الشهادات الثلاث وهناك بعض الاشكالات ووجود سواقط وشكاوى ؟

ظل مركز جدة من المراكز المتقدمة في الاعداد والترتيب والتنسيق فيما يتعلق بعقد امتحانات الشهادات الثلاث ومنذ اندلاع الحرب حتى الان تجاوز عدد الطلاب الذين جلسوا لتلك الامتحانات (15) الف طالب وطالبة في مختلف المجالات ونحن نتولى مسألة التنسيق والترتيب الكامل من حيث المكان لتجليس الممتحنين بالتعاون مع وزارة التربية السودانية ويأتي كبير مراقبين من السودان لكل شهادة ويشرف على العملية في نهايتها ويستلم أوراق الاجابات ويحملها الى السودان ومن هذا المنبر لابد أن نتقدم بالشكر والتقدير لجامعة جدة التي تعاونت معنا بصورة إيجابية كبيرة لدورتين ظلت تستضيف امتحانات الشهادة السودانية الثلاثة بلا مقابل لذلك في السادس والعشرين من نوفمبر الجاري سنقيم حفل تكريم كبير جداً للجامعة بحضور واسع من الأوساط السعودية مسؤولين رسميين ورموز مجتمع وبشأن السواقط بفضل الله لن يتعرض أي طالب من طلابنا لإشكالية او سواقط وكل منهم حصل على نتيجته

*البعض يشكو من تماطل القنصلية في استخراج الجوازات ماذا فعلتم بهذا الصدد؟

بالعكس ليس هناك أي مماطلة في إستخراج الجوازات صحيح هناك اجراءات حجز وتحديد مواعيد لأغراض التنظيم ولكن اي شخص وصل للقنصلية يكمل اجراءات جوازه خلال (30) دقيقة ويغادر ويصل الجواز خلال اسبوع فقط اجراءتنا متقدمة جداً وبفضل الترتيبات التنظيمية التي اتخذناها داخل القنصلية ليس لدينا إشكالية فقط بعد قرار السيد رئيس مجلس الوزراء القاضي بتخفيض رسوم الجواز في الفترة من الاول من نوفمبر وحتى نهاية ديسمبر هذه خلقت تكدس في الاعداد ونقوم بإصدار (450) جواز في اليوم ولم نقوم بإرجاع أي شخص وكل الإصطاف يعمل حتى منتصف الليل وهناك تفاني ونكران ذات في خدمة المواطن وشعارنا بإستمرار الارتقاء لخدمة المواطن.

*شكاوى وانتقادات واسعة لبعثة الحج وتعرض الحجاج السودانيين للإهانة ماهي التفاصيل؟

نحن نتولى مسألة التنسيق بين القنصلية والحكومة والملحقيات التابعة للقنصلية منها ملحقية الحج والعمرة دون التدخل في تفاصيل عمل هذه الملحقيات وفي موسم الحج الماضي كانت هناك دعاية إعلامية كبيرة وهجمة ضد بعثة الحج وإتهام الملحقية بكثير من الاتهامات في الطعام والسكن ونحن تلقينا توجيه على غير العادة بأن نذهب ونتأكد بأنفسنا من راحة وترتيبات الحجاج والإطمئنان على أحوالهم بالفعل قمت بزيارة الحجاج في مواقع سكنهم واطلعت على الطعام الذي يقدم لهم ووجدت أنها مجرد إشاعة يعرف أصحابها الدوافع الحقيقية وراءها

كانت الملاحظة الصغيرة والمحدودة فقط متعلقة بمسألة السكن في المخيمات داخل المشاعر حيث كان مخيم السودانيين في منطقة مرتفعة قليلاً وبعثة الحج لا تتحكم في هذا لأن الأمر يتعلق بمسألة السداد المبكر لوزارة الحج السعودية لتكفل لك حجز المخيمات في المواقع الافضل وكلما تأخرت وجدت المواقع المميزة تم حجزها

بواسطة الدول التي دفعت وأخشى ما أخشاه أن يكون الإختيار أسوء من العام الماضي لأنه حتى الان هناك تأخير في السداد

*حدثنا عن إجراءات الحج وسبل تعزيز وصول الراغبين لحج العام المقبل وهل هناك تنسيق بينكم والجهات المختصة؟

محلقية الحج تقوم ببذل جهود مع الجهات المختصة في الداخل لتأمين سداد الرسوم والولوج الى بقية الخطوات التي يتطلبها المسار الالكتروني للحج من حجز المواقع والتعاقدات وسيزور وزير الشؤون الدينية المملكة خلال هذه الأيام للمشاركة في معرض الحج الذي ستليه مسألة التعاقدات مع مختلف شركات خدمات الحجاج الترتيب والتنسيق المحكم لعملية الحج سألين الله لهم التوفيق والسداد

*ما هي أبرز التحديات التي تواجهكم حاليا؟

مبنى القنصلية متواضع جداً ولا يتناسب وحجم الجالية والخدمات التي تقدمها القنصلية العامة والتي تصل الى (500) متعامل في اليوم بما يسبب لناحرجا كبيرا مع السلطات السعودية وسكان الحي لغدم اهلية المقر لاستيعاب هذه الاعداد.. الان ساعين وباذلين جهودا كبيرة لتغيير المبنى والتملك لأن هذا المبنى مستأجر ولدينا عدد من الخيارات المطروحة كوادرنا معقولة ليس لدينا نقص وهناك عجز فيما يتعلق بالتحريات والجوازات في الظروف العادية هذا العدد كافي لكن في ظل الظروف الاستثنائية الحالية نحتاج الى مزيد من الكوادر والمواعين الان لدينا (2) كاميرا مستقرة وواحدة متجولة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى