مجتمع

د/احمد عبدالله اسماعيل يكتب…

تنبيه لمن يهمه الأمر

تنبيه لمن يهمه الأمر: إذا كنت تنتمي إلى جهة سياسية، أو جهوية، أو ميليشيا، أو طائفة تقتات على معاناة هذا الوطن وتغذّي الانقسام والدمار، فهذا المقال ليس لك. هذا المقال موجّه فقط للأحرار، لأصحاب الضمير، لمن تبقى في قلوبهم وطن وإنسانية.

⭕️على الشعب السوداني ألّا يرجع الأمل من شراك الموات والسلطة، وأن يوحد صفه لإعادة الدولة إلى حضن الشعب وإنقاذ المحاصرين واللاجئين والنازحين.

في زمن تتقاطع فيه المآسي مع التجاهل، ويغرق فيه الوطن في سُحب الدخان والدمار، يشتدُّ الجرح السوداني نزفًا، وتُسحق كرامة الإنسان تحت أقدام تجار الحروب، أولئك الذين أشعلوا نار الفتنة، ثم راحوا يتكالبون على الرماد لا ليطفئوه، بل ليوزعوا رماده غنائم بينهم. أبناء وبنات السودان يُقتلون، يُجَوَّعون، ويُهَجَّرون، في الداخل والخارج، بينما يواصل مجرمو الحرب عبثهم، ماضين في صراعاتهم القذرة، غير آبهين إلا بكراسيهم وامتيازاتهم.

إنّها أسوأ أزمة إنسانية في العالم اليوم، يشهد بها العالم بأسره، وتشهد عليها المدن المنهارة، والمخيمات التي ضاقت بسكانها، والأمهات اللواتي يلدن في العراء، والأطفال الذين يبحثون عن لقمة في الرماد. وفي خضم هذا الخراب، ينكر من تسببوا فيه الحقيقة، ويُزوّرون الواقع أمام الإعلام، مدّعين أن “الأمور تحت السيطرة” و”أن الوضع ليس كما يُروى”. لكنهم يعرفون، ونحن نعرف، أن هذه الأكاذيب ما هي إلا محاولة بائسة لإخفاء جريمتهم الكبرى: تجويع شعب بأكمله حتى الموت البطيء، وقتل الأمل في صدور من تبقى منهم.

لكن، هل انتهت الحكاية؟
لا، لن تنتهي، ولن يُترك هذا الشعب وحده.

يا أبناء السودان، لا تسمحوا لليأس أن يتسلل إلى قلوبكم، ولا تجعلوا من موت الأمل نهاية لوطنكم. هذه ليست معركة سلطة فقط، بل معركة وجود، معركة كرامة، معركة إنسانية خالصة. آن الأوان أن نضع حداً لهذا العبث، أن نعيد للدولة معناها الحقيقي: أن تكون حاضنة للشعب، لا سيفًا على عنقه.

فلنوحّد الصفوف. لا باسم حزب، ولا قبيلة، ولا جهوية، بل باسم كل من مات ظلماً، وكل من يعيش اليوم في العراء، وكل من ينتظر دواءً لا يأتي، وماءً لا يصل، وعدلاً غاب.

نعدهم – من على ركام هذه المجازر – أن محاكم الدنيا ستُفتح لهم، وأن العدالة، مهما تأخرت، قادمة. لن نسمح لهم أن يستمتعوا بأموال نهبوها، ولا بمناصب دُفعت أثمانها من دماء الأبرياء. لن ننسى، ولن نغفر.

ولن نرجع الأمل من شراك الموات،
بل سنعيد الوطن من فك السلطة،
إلى حضن الشعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى