مبادرة أهل الفرحة…. نضال والإعلامي علاء الدين الشيخ رسل الإنسانية وقلب نابض للنازحين..

كتب:عثمان الطاهر
نهضوا من بين طيات المصاعب وتجولوا بين الخيام حاملين في دواخلهم روحاً إنسانية خالصة أفرغوها على الفارين من ويلات الحرب غير مكترثين لشأنهما بل كرسوا كل جهودهم لخدمة النساء والأطفال وكبار السن بمختلف المعسكرات ، شكلوا شعلة من النشاط والحيوية وبعض من المتطوعين طوال فترة الحرب وكان كل همهم تخفيف الاثر النفسي للنازحين من بشاعة ما شاهدوه من مأساة ومعاناة مرغمين على اجترارها في اذهانهم بعد أن تركوا منازلهم وتوجهوا في رحلة نحو غياهب المجهول، احتوا النازحين ووفروا الغذاء والدواء للعشرات، رغم محدودية إمكانياتهم ظلوا يعملون بصمت بصحبة نفر كريم من متطوعي بلادي بقلب نقي، الشابة نضال يوسف والزميل الإعلامي علاء الدين الشيخ التقطوا زمام الأمر بتأسيس مبادرة أهل الفرحة لدعم النازحين بمعاونة أصدقائهم بالمهاجر وكانوا يتنقلون كملائكة بين خيام النازحين بمعية بعض من رسل الإنسانية في العديد من الولايات لما تمنعهم رمضاء نهر النيل الحارقة من مواصلة العمل.
قهروا كل التحديات من ضعف الإمكانيات المادية ومحدودية مواردها وغيرها من متاعب جسدية في وقت كانت فيه الجميع خاصة نساء بلادي بحاجة للدعم باعتبارهم أكثر فئة تضرراً ، وتوشحوا بثوب الإيمان والرافة بالآخرين ، وذهبوا نحو تضميد جراح العابرين والمكلومين، يمرون كنسمة عابرة دافئة بين الناس لتخفيف حدة البرد القارس بالصحراء وحاملين في كلتا يديهم بعض من الدثار للناس يقيهم شر برد يتغلغل في أجسادهم وعملوا في أحلك الأوقات والنهارات القائظة ، حملوا في دواخلهم هموم المواطن و الكثير من المواقف التي تفطر فؤاد النازحين وهم ينهشهم الضعف والحسرة والارهاق والتعب بنظرات الخوف ما شدة ما عايشوه من تفاصيل قاسية ومحزنة وهم يركضون بحثاً عن ملاذاً آمن لكنهم وجدوه في مبادرة أهل الفرحة التي احتضنتهم من أهوال الحرب وآثارها كيف لاونضال وعلاء ورفاقهم يقولون لهم (نحن أهل الفرحة جينا).
تناسوا جراحهم والآمهم ومضوا بخطى حثيثة و هامسة في آذان النازحين يبشروهم بفرحة قادمة بعون الله مهما ضاق الخناق وأشتدت الصعاب، ربتوا على كتوف النساء الذين هم أكثر فئة تضرراً من الحروب ويخبرونهم بأنها شدة وماضية للزوال، أختاروا المضي مع النازحين في أوحال هذا الطريق الوعر الممتلئ بطمي من الحزن المخبوء في سويداء القلب ، ظلوا بعيدون عن الإعلام لأن كل مايشغل همهم هو تخفيف وطأة الحرب وليس التقاط الصور بغرض الشو الإعلامي وحصد اللايكات من ردهات الأسافير، واكتفوا بأجر سيكتب لهم على صحائفهم ويكون لهم مثقال ذرة يوم لاينفع مال ولابنون، كرسوا جل وقتهم لتوفير الغذاء والدواء رغم شح الدعم وشدوا من أذر من باغتتهم الفاجعة بموت عزيز أو قريب من داخل الخيام المنصوبة بالمعسكرات يكابدون الإرهاق وهم يخوضون معركة توفير الاحتياجات الأساسية للضعفاء والمغلوب على أمرهم ،وليس لن الا أن نناشدكم كجهات رسمية بدعم مثل هكذا مبادرات من شاكلة “أهل الفرحة” حتي تكون إضافة حقيقة للعمل الطوعي والإنساني في بلادنا الحبيبة من أجل خدمة الناس بمختلف ضروب العون الإنساني ولتكن أهل الفرحة ركيزة من ركائز العون الإجتماعي و مثالاً يحتذي به مع الوقت، ومع فائق الشكر والتقدير أيضاً للاستاذة سوسن أحمد لمساهمتها بقدر كبير في هذا العمل.