الخرطوم- نبض الساعة
حذّرت منظمة أطباء بلا حدود، من أن السودان يشهد أسوأ تفشٍ للكوليرا منذ سنوات، مع تسجيل أكثر من 99,700 حالة مشتبه بها و2,470 وفاة منذ بدء الانتشار قبل عام، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة جراء الحرب.
وأفادت المنظمة أنها عالجت خلال الأسبوع الماضي وحده أكثر من 2,300 مريض بالكوليرا في دارفور، بينهم 40 حالة وفاة، وسط نقص حاد في المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي.
أعلنت وزارة الصحة السودانية رسميًا تفشي وباء الكوليرا في آب/أغسطس من العام الماضي. منذ ذلك الوقت، وصل الوباء إلى جميع مناطق السودان تقريبًا، في ظل انهيار النظام الصحي جراء الحرب القائمة منذ نيسان/أبريل 2023، وتردي الأوضاع الاقتصادية والبنية التحتية الأساسية.
وتشهد مناطق واسعة من دارفور، خاصة منطقة طويلة بولاية شمال دارفور، أوضاعًا مأساوية مع وصول أعداد النازحين إلى 380 ألف شخص، وفقًا للأمم المتحدة، وهروبهم من القتال الدائر حول الفاشر. وأوضحت أطباء بلا حدود أن مركز علاج الكوليرا في مستشفى طويلة، المجهز بـ130 سريرًا، اضطر إلى استقبال 400 مريض في أسبوع واحد، ما أجبر العاملين على وضع مراتب إضافية على الأرض.
ويعيش السكان في طويلة على ما معدله ثلاثة لترات من المياه يوميًا، أي أقل من نصف الحد الأدنى للطوارئ الذي حددته منظمة الصحة العالمية. وأشار منسق مشروع أطباء بلا حدود، سيلفان بينيكود، إلى أن النازحين غالبًا ما يضطرون لشرب مياه ملوثة، ما يفاقم انتشار المرض، لافتًا إلى حادثة عثورهم على جثة في بئر داخل أحد المخيمات، وإعادة استخدام المياه ذاتها بعد يومين من إزالة الجثة.
في قولو بولاية وسط دارفور، سُجل تفشٍ للكوليرا منذ 13 تموز/يوليو، ما دفع المنظمة لافتتاح مركز علاج بسعة 73 سريرًا، لكنه اكتظ سريعًا باستقبال 137 مريضًا في يوم واحد، مع إنشاء خمس نقاط للإماهة الفموية للحالات الخفيفة. كما انتشر المرض إلى زالنجي وروكيرو في وسط دارفور، وسورتوني في شمال دارفور، مع تزايد الإصابات في جنوب دارفور حيث تم توسيع مركز نيالا إلى 80 سريرًا.
الأمطار الغزيرة فاقمت الأزمة بتلويث مصادر المياه وإتلاف شبكات الصرف الصحي، فيما ينتظر العاملون وصول لقاحات الكوليرا وسط نقص أقراص تنقية المياه.
انتشار الكوليرا تجاوز حدود السودان إلى تشاد وجنوب السودان. وفي ولاية النيل الأزرق، وسّعت أطباء بلا حدود مركز علاج الكوليرا في الدمازين من 50 إلى 250 سريرًا لاستقبال العائدين من جنوب السودان، حيث تزايدت الوفيات بين مرضى الكوليرا المصابين بسوء التغذية الحاد.
وتطالب أطباء بلا حدود المجتمع الدولي بتنسيق عاجل للاستجابة، عبر توفير الرعاية الصحية والمياه النظيفة وحملات التطعيم بوتيرة تتناسب مع حجم الكارثة.
قال تونا تركمان، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في السودان: “كل يوم تأخير يُزهق أرواحًا. منظمة أطباء بلا حدود على أهبة الاستعداد للتعاون مع وزارة الصحة واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية لإطلاق حملات تطعيم جماعية في جميع أنحاء دارفور.
