أدلة على حصول الميليشيا على المسيّرة «Sunflower-200» عبر وسيط إماراتي

كتب: محمد مصطفي محمد صالح
أظهرت بقايا الطائرة التي استهدفت منطقة شرق النيل (عد بابكر) فجر اليوم تطابقًا بصريًا وهيكليًا يُقدّر بنسبة 95٪ مع المسيرة الصينية الصنع «Sunflower-200»، وهي طائرة تجمع بين مهام الاستطلاع والضرب الانتحاري. الصين كانت قد أعلنت في وقت سابق بيع هذا الطراز إلى “دول في الشرق الأوسط”، لكنها امتنعت عن ذكر تلك الدول بالاسم، ما يفتح باب التساؤلات حول مسارات وصول هذه التقنية الحساسة إلى المليشيا.
تشير مؤشرات ميدانية إلى أن الميليشيا حصلت على هذه الطائرة عبر وسيط إماراتي، في ظل وجود سوابق تتعلق بتحويل معدات عسكرية من منشأ شرقي إلى أطراف غير نظامية في المنطقة (السودان والنيجر ومالي).
المعطيات التقنية التي رُصدت في موقع التحطم تؤكد الهوية المحتملة للطائرة، من حيث شكل البدن، وبنية الأجنحة، ونظام الدفع الذي يتوافق مع النسخة المعروفة من «Sunflower-200».
هذه المسيرة يبلغ وزنها عند الإقلاع نحو 175 كجم، وهي أخف من طرازات إيرانية مثل «Shahed-136»، ما يمنحها مرونة في الإطلاق وإمكانية تكيّف أكبر في ميادين القتال منخفضة التجهيز
. تُقدّر حمولتها المتفجرة بنحو 40 كجم، قادرة على إحداث دمار فعّال ضد أهداف ثابتة أو بنى تحتية حيوية. ويصل مداها التشغيلي إلى ما بين 1500 و2000 كيلومتر، بسرعة تتراوح بين 160 و220 كم/ساعة، ما يجعلها أداة ملائمة للهجمات بعيدة المدى أو للعمليات التي تتطلب بقاءً مطولاً فوق منطقة الهدف.
تستخدم الطائرة أنظمة توجيه عبر الأقمار الصناعية (GPS/BeiDou) أو التوجيه البصري، تصميمها القابل للتعديل يسمح بتحويلها إلى منصة استطلاعية أو انتحارية بحسب الحاجة الميدانية. وقد تم توثيق استخدامها مرتين على الأقل في السودان، بينها ضربة استهدفت أهدافًا مدنية في بورتسودان.
مع تزايد الأدلة على تورط وسطاء إقليميين في نقل انواع متقدمه من السلاح للمليشيا المتمردة يبرز سؤال مركزي حول مدى قدرة المجتمع الدولي على ضبط الدول ومنها من توريد السلاح للمليشيا
خاصة حين تتحول الاسلحه صاحبه التقنيه الحديثة إلى وسائل ضرب عشوائي ضد المدنيين.




