عثمان ميرغني يكتب: لماذا كلما ذكر السلام تحسس البعض مس دسه؟

(استكمالاً لبرنامج الزيارة التي أقوم بها إلى ولاية الخرطوم، قمتُ بجولة تفقدية شملت محطة الصرف الصحي، ومحطة مياه المقرن، ومحطة كهرباء ود البشير، بالإضافة إلى مقر المجلس التشريعي الانتقالي. هذه المنشآت الحيوية تعرضت لتخريب ممنهج على يد مليشيا الدعم السريع المتمردة، مما ألحق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية الأساسية للدولة).
هذا ما قاله السيد مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة أمس الأول في ختام زيارته لولاية الخرطوم.. وواصل حديثه قائلا :
(كما شملت زيارتي لقاءً مع قيادة السلاح الطبي وإدارة مستشفى علياء، حيث اطّلعت على التعاون المثمر بين المستشفى والجمعية السودانية لزراعة الكبد في تنفيذ عمليات زراعة الكبد والأعضاء، التي تُعد من الأكبر على مستوى أفريقيا. وقد استمعتُ إلى الخطط والترتيبات المُعدّة للنهوض بالقطاع الصحي وتعزيز خدماته).
بعدها نطق بكلمة أثارت الوسائط و لم تهدأ إلى أن تراجع عنها.. في تصريحات بعد زيارة مشروع الجزيرة.
لماذا ما أن ينطق مسؤول بكلمة “مصالحة” أو “تفاوض” أو “السلام” تقفز كل الصيحات المكتومة في الهواء الطلق .. وتبدأ الرعود تزمجر.. والأنياب تكشر؟
السيد مالك عقار كان يتحدث عن “المصالحة المجتمعية” بعد الحرب.. وهذا مفهوم لاستدارك الدمار النفسي الذي تسبب فيه خطاب الكراهية المجاني الذي لا يزال مسيطرا على الأثير الجماهيري.. فما هي المشكلة في “المصالحة المجتمعية”..
لماذا البعض كلما ذكرت كلمة “مصالحة” أو “السلام” تحسس مسدسه؟
ما هو تفسير الموقف المبدئي من إلتئام هذا الجرح الوطني الغائر؟
و أمس أيضا الدكتور كامل ادريس في ختام اجتماع مجلس الوزراء لأول مرة بولاية الخرطوم.. قال أن الحكومة شرعت في حوار سوداني لا يستثنى أحد.. وفي الحال (اندلعت منك ثورة خانها الجلد) على رأي شاعرنا العباسي في أغنية “يا فتاتي” للفنان الطيب عبد الله.
لماذا يتحسس البعض مسدسه كلما سمع كلمة “حوار سوداني”؟