تقارير

“العاصمة” تترقب هبوط أولى الرحلات المدنية في مطار الخرطوم

 

الخرطوم – نبض الساعة

يترقب غالب السودانيين هبوط أولى الرحلات المدنية إلى مطار الخرطوم اليوم الاربعاء، وهي رحلة لشركة بدر للطيران ستهبط من مطار بورتسودان. تعد هذه الرحلة الأولى من نوعها بعد الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، حيث قوبل الإعلان عن الحدث بارتياح واحتفاء واضحين وسط السودانيين.

وأصدرت سلطة الطيران المدني الإثنين الماضي، نشرة الطيارين (NOTAM) تفيد بإعادة تشغيل مطار الخرطوم الدولي للرحلات الداخلية ابتداءً من يوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025م، وفق الإجراءات التشغيلية المعتمدة.

وقالت إن هذا القرار يجئ تأكيدًا على جاهزية المطار لاستقبال الرحلات بصورة تدريجية، بعد استكمال الترتيبات الفنية والتشغيلية اللازمة.

في الاثناء تفقد رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، مطار الخرطوم الدولي عقب تعرضه لهجوم بطائرات مسيرة، وقبيل ساعات من إعادة تشغيله.

استئناف الرحلات

والأحد الماضي أعلنت شركة بدر للطيران عن استئناف رحلاتها الجوية رسميًا انطلاقًا من مطار الخرطوم الدولي ابتداءً من الأربعاء 22 أكتوبر الجاري.

وبحسب إعلام الشركة الذي تحدث لوكالة السودان للأنباء “سونا” فإن استئناف الرحلات يأتي تلبية لتطلعات المواطنين، مؤكدًا أن الخطوة تعني انتصار إرادة السودانيين وإصرارهم على إعادة الحياة إلى طبيعتها بالعاصمة الخرطوم.

وقالت الشركة إنها استأنفت الرحلات في إطار تشجيعها للشعب السوداني من أجل التكاتف لإعادة البناء والتعمير لكل ما دمرته الحرب.

وفي أغسطس الماضي، أضافت شركة تاركو للطيران مطار الخرطوم إلى نظام الحجز الخاص بها، في خطوة أشارت وقتها إلى قُرب تشغيله.

رحلات داخلية

ووفقًا لمسؤولين فإن مطار الخرطوم الدولي سيستأنف عمله بشكل جزئي، حيث سيتم تشغيل الرحلات الداخلية بين مطار الخرطوم وبورتسودان الدولي. غير أن ما ينغص هذه الفرحة هو ارتفاع أسعار تذاكر الرحلات الداخلية والتي تصل في حدها الأقصى إلى 900 ألف جنيه أيّ ما يعادل نحو “260″ دولارًا، وهو رقم مرتفع نسبيًا بالنظر إلى الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها السودانيون حاليًا.

تبريرات

وبرر صاحب وكالة سفر وسياحة – فضل حجب اسمه- ارتفاع أسعار التذاكر للهبوط المستمر لقيمة الجنيه السوداني أمام الدولار.

وقال صاحب وكالة السفر والسياحة في حديثه لـ “الترا سودان” إن “أسعار التذاكر تُحدد بالدولار، مما يجعل تقلبات أسعار الصرف تؤثر مباشرة على الأسعار”.

تكاليف التشغيل

وتشهد الأسواق الموازية السودانية ارتفاعًا كبيرًا في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه السوداني، حيث تجاوز سعر الصرف 3650 جنيهًا مقابل الدولار الواحد. وأضاف صاحب وكالة السفر والسياحة أن “تكاليف تشغيل الطائرات تساهم أيضًا في ارتفاع أسعار التذاكر”، مشيرًا إلى أن الأسعار تختلف من شركة طيران إلى أخرى.

وكشف عن عمل شركتين تجاريتين فقط في السودان (تاركو، بدر) في الوقت الذي تشهد فيه الخطوط الجوية السودانية تعطل طائراتها التي تخضع للإصلاح.

وأشار إلى أنه بالرغم من التأكيدات على استئناف حركة الطيران الداخلي بمطار الخرطوم إلا أنه ربما تحدث مستجدات تعطل او تؤجل بداية العمل المعلن عنها.

تأثير على الرحلات الخارجية

من جانبه أكد مدير شركة تانا ميديا، محي الدين جبريل على أن الأسعار المطروحة حاليا من الشركات لتذاكر بورتسودان – الخرطوم أسعار عالية وفوق مقدرة المواطن.

وقال جبريل إن أسعار التذاكر المرتفعة ستزيد من تكلفة الرحلات الدولية، خاصة أن أسعار الرحلات من بورتسودان إلى القاهرة تصل إلى 1,200,000 جنيه سوداني (حوالي 342 دولارًا)، مما يعني أن تكلفة الرحلتين ستتجاوز 2 مليون جنيه.

وأوضح أن الأمر سيكون صعبًا على الأسر السودانية التي ترغب في السفر عبر المطار من الخرطوم إلى بورتسودان أو العكس، خاصة إذا كان هناك أكثر من فرد واحد يرغب في السفر.

وأشار جبريل إلى أن أسعار تذاكر الطائرات مرتفعة جدًا مقارنة بأسعار الباصات السفرية، مما يجعلها بعيدة عن متناول معظم المواطنين.

تكلفة التأمين

إلى ذلك، قال أمين شؤون وكالات السفر والسياحة شاذلي عبد الكريم إن شركات الطيران تبرر ارتفاع أسعار التذاكر بارتفاع تكلفة التأمين وارتفاع أسعار الدولار. لكنه كشف أن نسبة التأمين من التذاكر لا تتجاوز 10%، بينما ترفع الشركات نسبتها إلى 60%، مما يساهم في ارتفاع الأسعار.

وأكد عبد الكريم أن وكالات السفر والسياحة لا تملك قرارًا بشأن خفض أو رفع الأسعار، ولا حتى حق الاعتراض عليها. وحمل سلطة الطيران المدني مسؤولية تحديد الأسعار مع الشركات، مؤكدًا أن الأسعار الحالية مرتفعة للغاية،- وفق صحيفة التغيير.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى