
………
تزامنت فترة الجدل داخل معسكر تقدم حول إعلان حكومة منفى بين المؤيدين وفي ذات الفترة ظهر للعلن خطاب البرهان أيضا آثار جدلاً بين معارض لمخرجاته ومتفق معها. وفي ذات الوقت كان جدلاً مماثلاً يدور في أروقة تقدم بين جناحي قحت اللذان جنحتهما فكرة حكومة المنفى . وبينما كانت الأمور تسير داخل معسكر المختلفين في تقدم بصورة فيها قدر من الدبلوماسية في تجاوز هذه الإزمة الا أن التحليل الواقعي يفترض أن خطاب البرهان قد غير من نمط الإختلاف وسرع من عملية فض الائتلاف ليعمق الخلاف في الواقع والمواقع سواء كانت مواقع التواصل او قاعات الاجتماعات.
من وجهة نظري الشخصية أن البرهان في خطابه منح الضوء الأخضر لتقدم للعودة عن مواقفها والعودة للبلاد …
وفي إعتقادي أن هذا العرض كان فيه إغراء للتيار المعارض لقيام حكومة منفى وفي ذآت الوقت أشار البرهان لدلالة تفيد بأن إنتظام الأسلاميين في الحرب لا يمنحهم حق المشاركة في أي عمل سياسي وكل من يقاتل تحت رأية الإتجاه الإسلامي عليه أن يغادر الميدان وأن هذه الحرب هي حرب الشعب السوداني بعيداً عن اللافتات السياسية ..
هذه المعطيات أيضا أدت جناح قحت المعارض لقيام حكومة منفى الأمل في تغير الأجواء السياسية في الخرطوم وصرح خالد سلك قائلا ( اقولها اننا نشهد اليوم برهانا يختلف عن البرهان السابق)
النتيجة هي أن قحت أنتهت مسيرتها منقسمة إلى معسكرين .. معسكر مؤيد لقيام حكومة منفى ومعسكر رافض ..
ولكن مع كل ذلك عاد البرهان إلى قواعده اليوم بعد انتهاء مهمة الخطاب السياسي المشهور ليعلن بكل صراحة أن كل من قاتل مع الجيش في معركة الكرامة يعتبر شريك سياسي في مرحلة ما بعد الحرب ..
ستنتهي الحرب يوماً ويكتب التاريخ أن هناك جنرالاً في الجيش السوداني يتكئ على إرث عسكري وأستراتيجي ومساعدين اكفاء في هيئة القيادة أداروا أخطر معركة في تاريخ السودان .. هى معركة شاركت فيها عشرات الدول لتغيير ديمغرافيا السودان للتخلص من عبء عرب الصحراء في غرب أفريقيا عبر توطينهم في السودان ومن ثم الاستفادة من موارد البلاد عبر تكبيل قادة السودان الجدد والسياسيين الداعمين لهم باتفاقيات واشياء أخرى ..
ستنتهي الحرب وستخرج أسرارها الخافية … وهي أسرار سيشيب لها الولدان ..
ولكن للاسف هناك من ينظر لهذه الحرب فقط بمنظار لا تتعدى رؤيته نقطة الصراع بين اليسار واليمين والوسط السياسي السودانى وآخرين ينظروا إليها بمنظور جهوي وآخرين بمنظور تهميشي …. ولكن هذه الحرب ذات بُعد وهدف خارجي أكبر من إستيعاب ناشطي السياسة وأركان النقاش ولكن للأسف كانوا هم أدوات لها ومنابر لتوسيع رقعتها واطالة امدها …