مدير إدارة الهيئة العامة للاثار والمتاحف غالية جار النبي لـ(نبض الساعة)
اكثر من (150)ألف قطعة أثرية بالخرطوم دمرت وسرقت

مدير إدارة الهيئة العامة للاثار والمتاحف غالية جار النبي لـ(نبض الساعة)
اكثر من (150)ألف قطعة أثرية بالخرطوم دمرت وسرقت
آثار المتحف القومي تعرض للبيع ب( سوق النعام) بحدود دولة جنوب السودان
وزير الثقافة لم يقم بزيارة اى موقع اثري رغم انه زار التلفزيون وكان من الممكن ان يصل متحف الخليفة
حاورتها-اروى بابكر
كشفت مديرة الهيئة العامة للاثار والمتاحف المكلف غالية جار النبي عبدالرحمن عن نهب اثار المتحف القومي وعرضها للبيع بسوق النعام بدولة جنوب السودان
وقالت جار النبي في حوار لـ(نبض الساعة) وصلتنا معلومة من مصدر في جوبا تؤكد ان آثار متحف السودان القومي قد وصلت حدود السودان مع دولة جنوب السودان، وتم عرضها للبيع في منطقة تسمى (سوق النعام) بجانب عرضها للبيع في مواقع بيع الآثار على الانترنت
جار النبي عبدالرحمن فى حديث خاص لـ(نبض الساعة) كشفت عن حجم الانتهاكات التى قامت بها الدعم السريع فى المتاحف السودانية والمناطق الأثرية والارث السوداني القديم الذي يمثل الهوية السودانية ،كانت المواقع الأثرية والمتاحف عرضة للاستهداف خاصة في مواقع العمليات في الخرطوم والجزيرة وكردفان ودارفور الكبرى فإلى مضابط الحوار:
*في البدء بكم تقدر المحتويات التى تم نهبها وتدميرها من المتحف القومي الخرطوم واهمها؟
فى الخرطوم تم استهداف جميع المتاحف بالنهب والتدمير تعرض متحف الاثنوغرافيا بالخرطوم ومتحف القصر الجمهوري للنهب والتدمير كما تعرض متحف السودان القومي والذي يعد اكبر متحف في السودان حيث يضم اكثر من (150) ألف قطعة أثرية تمثل كل الحقب التاريخية في السودان منذ اقدم العصور الحجرية وحتى الفترة الإسلامية.
وتم تدمير متحف نيالا بالكامل ونهبت محتوياته من القطع الأثرية والتراثية ومعدات كهربائية ومتحف قصر السلطان بحر الدين في نيالا وتدمير مبنى المتحف الذي يعد مبنى تاريخي ،بالاضافة الي متحف السلطان علي دينار وتدمير القصر التاريخي، في كردفان وتدمير مبنى المديرية وهو مبنى يرجع للفترة التركية . واشارة غالية انه ولحسن الحظ تم تأمين مقتنيات متحف شيكان وحفظها في مكان بعيد أما في الجزيرة فقد تعرض متحف الجزيرة بود مدني للنهب وتدمير محتوياته.
*المناطق الاثرية فى امدرمان ماذا حدث لها ؟
تضررت بعض الطوابي كطابية الدباغة تعرض لهدم بعض الأجزاء كذلك مبنى سجن ام درمان وهو مبنى تاريخي يرجع لدولة المهدية تحطمت أجزاء كبيرة من السور ، بوابة عبد القيوم انهارت منها أجزاء . المنطق الأثرية عموما حتى في الولايات التي لم تصلها الحرب مثل نهر النيل والشمالية انتهز بعض ضعاف النفوس غياب السلطات الأمنية وقاموا بالتعديل على المواقع البعض قام بالتنقيب والسرقة والبعض قام بالتعدي وزراعة المواقع الأثرية وإنشاء المباني عليها .
“هل هنالك تقديرات رقمية أولية لحجم الخسائر؟
ليس هناك تقديرات لحجم السرقات لأن هذه المناطق لازالت غير آمنه ومازالت مكان للصراع ومن الخطر الوصول إليها لحصر وتقييم الخسائر. فمثلا متحف السودان القومي لازال في منطقة الصراع ولانعرف حتى الآن حجم الخسائر هناك
*هذا يعني انه لم يستطيع اى مسؤول من الوزارة ان يصل إلى اى متحف من متاحف الخرطوم او غيرها من متاحف او المناطق الاثرية ؟
للأسف السيد وزير الثقافة وهو المعني بالأمر زار الخرطوم وسجل زيارة لعدد من المناطق ولكن لم يقم بزيارة اي موقع اثري او متحف حتى في الأماكن المحررة فمثلا قام سيادته بزيارة مبنى التلفزيون والمسرح ولم يقم بزيارة متحف بيت الخليفة وهو على مرمى حجر من التلفزيون للأسف قمنا بتكليف احد الموظفين في ظل الظروف الصعبة ليقوم باستقبال الوزير بالمتحف لكنه لم يأتي للأسف.
ومن هنا أود أن اشكر السيد والي الخرطوم لاهتمامه وتواجدك المتواصل في كل المواقع الأثرية بامدرمان وخاصة في متحف بيت الخليفة حيث اهتم بتامين ما تبقى من آثار وقام بزيارته عدة مرات فله كل الشكر والتقدير على الدعم المادي والمعنوي الذي قدمه
*هل فعلا ما تمت سرقته تم ترحيله إلى جنوب السودان واذا كانت الإجابة نعم ماذا ستفعل الوزارة والهيئة العامة للاثار والمتاحف وما الإجراءات التى يمكن ان تتخذوها؟
للأسف وصلتني رسالة من احد مصادري في جوبا يفيد بوجود آثار متحف السودان هناك وقد وصلت حدود السودان مع الجنوب وتم عرضها في منطقة تسمى سوق النعام وأرسل لي كمية كبيرة من الصور لاثار تتبع لمتحف السودان القومي . وقمنا ببلاغ للاستخبارات العسكرية وذكروا انه تم رصد حاويات تحمل آثار في حدود جنوب السودان ولكن حتى الآن لم يتم ابلاغنا بما تم في هذا الشأن والخطورة في الأمر انه كلما تأخر التحرك فقدت الأشياء للأبد.
*مدي تأثير ما حدث على النشاط السياحي فى السودان وهل ستتوقف السياحة تماما عن السودان؟
بالتأكيد هذه الحرب دمرت كل البنيات التحتية التى تقوم عليها السياحة وهذا سيوثر في قطاع السياحة ربما لعشرات السنين فالسياحة في السودان تعتمد على الآثار والحياة البرية بشكل اساسي وهذه تم تدميرها بالكامل.