آراء ومقالات

“من همس الواقع”د.غازي الهادي السيد يكتب…

رئيس مجلس الوزراء والتحديات الجسام

أخيرا حسم الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الجدل حول منصب رئيس مجلس الوزراءبكامل الصلاحيات باختيار الدكتور كامل ادريس الذي كان
يشغل منصب المدير العام للمنظمةالعالميةللملكية الفكرية (يبو)
وهي تعتبر بداية موفقةلسد الفراغ التنفيذي الذي استمر لأكثر من ثلاث سنوات فيجب دعم هذه الخطوة حتى يتثنى له تحقيق النجاحات المرجوةفي ظل حرب وجودية مستعرةتخوضهاالدولةضد مليشيا آل دقلو التي عاثت في الإرض فسادا بدعم إماراتي مباشر
فما أن أُعلن عن اسم المرشح الذي سيتولى هذا المنصب حتى انفجرت الأوساط السودانيةفي السوشال ميديا وغيرها من الوسائط بالجدل حول شاغل هذا المنصب مابين مؤيد ورافض فمن كان رفضاً فأن رفضه من منطلق فشل التجربة القريبةالتي خاضها ذلك العميل الخائن حمدوك والتي أعلنت فشلها الذريع من قِبل أصحاب الجوازات المزدوجة كما كان الرفض أيضا لعدم معايشة الواقع السوداني ولكن مهما اختلفت الآراء وتباينت المواقف فإن قرار التكليف قد صدر من السيدالقائد العام للقوات المسلحةورئيس مجلس السيادةالذي صار محل ثقة للمواطن فهذه المرحلة مرحلة تتطلب من الأحزاب السودانية والنخب والناشطين وكل السياسيين أن يكون سندا لهذا القرار حتى نتخطى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بلادنا الحديث الذي مهر بتضحيات ودماء رجال منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر بكل إيمان وتجرد وثبات لتكون هذه البلاد علما بين الأمم،لنهضةوتنمية بلادنا لابد من تتوحد الإرادة الوطنيةكما تحدت في دحر التمرد في معركةكرامةالشعب السوداني بنبذ كل مايؤدي إلى الفرقة حتى يتعافى الوطن فكما وثقنا في قيادتنا في قيادة هذا الحرب الوجوديةحتى صرنا في حالة قاب قوسين أو أدنى من نهاية التمر بكل حنكةودراية
فعلينا أن نثق في أختيارها لرئيس الوزراء الذي تم بمشاورات كثيرة وليست بين ليلة وضحاها فمن واجب الشعب أفراد وأحزاب وطنية أن يكونوا دعما لهذا القرار وتجنب الخلافات في هذه المرحلة الحساسة وتقديم المصلحة العامةحتى تعود لمؤسسات الدولةعافيتهابعد أن شهدت اضطرابات لسنوات مرت
رغم أن هذا الشعب كان يتمنى أن يكون اختيار رئيس مجلس الوزراء من الكفاءات الوطنية المؤهلة بالداخل الذين ليس لهم ولاء أخر لأي دولةغير سودانهم ليست من حملة الجوازات الأجنبية ليحققوا له تطلعاته بمعرفتهم وعلمهم بتفاصيل حياة المواطنين وهمومهم ولمعرفتهم بصعوبات الحياةالتي يعيشها المواطن من ضنك عيش ليذللها لهم ،وليعمل على حلها، حيث كانوا يتمنون رئيس الوزراء شخص خرج من رحم معاناة هذا الشعب الذي إكتوى بنيران الأزمات وقد كان يمني نفسه بشخصيةوطنيةمؤهلة من الكفاءات الوطنية المحلية التي عانت وتذوقت طعم الدم ودافعت ونافخت معه في معركة كرامته لأن المرحلة الراهنة تحتاج قيادة تعرف الوطن وأهله
وطبيعته ،ليست انتقاصاً ولاطعناً في قدر وقدرات الدكتور كامل ادريس الذي يتمتع بعلاقات دولية واسعةوتجربة أممية لكن التجربة السابقة أثبتت فشل الذين لم يعرفوا حجم حوجة ومعاناة الشعب لأنهم لم يعيشوها ولم يتذوقونها لأنهم كانوا يعيشون في أبراج عاجيةوكانوا يتنعمون بحياة الرفاهيةوالفنادق فماكان يأمله الشعب وينتظره أن يكون الإختيار من داخل السودان خوفا تجريب المجرب واعادة السيناريو السابق الذي أدخل البلاد في هذا النفق المظلم فالسودان كان مليء بالكفاءات المؤهلة لقيادة الدولةممن هم الآن في قلب الأحداث والمعاناة يعيشونها مع الشعب بكل تفاصيلها وكانت تنتظر الأشارة لها لتكون دفاعا وسندا فوق سندها لهذا الوطن وقواته المسلحةوالشعب السوداني الصابر بعلمها وفكرها،ولكن القرار قد صدر ونُفذ فكلنا ثقة في قيادتنا فيما تراه مناسبا لهذه المرحلة فنسأل الله للدكتور كامل التوفيق وأن يعينه في هذه التكليف حيث تعد هذه المرحلة اختبارا وتحدٍ حقيقا لحكومةرئيس الوزراء الدكتور كامل ادريس القادمة في ظل الوضع الحالي
الذي تعاني فيه مؤسسات الدولة لإعادتهاواستقرارهاواعادةعجلةوالتنمية واعادة السودان لوضعه الريادي في كل المحافل الدولية وبسط هيبة الدولة بالداخل والخارج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى