مفكر فرنسي: المليشيا مشروع لتدمير السودان

وكالات-نبض الساعة
وصف الكاتب والمفكر الفرنسي برنار هنري ليفي ما يجري في السودان بأنه أشرس وأكثر الحروب نسيانا في العالم اليوم، مؤكدا أن البلاد تعيش كارثة إنسانية كبرى تحت أنقاض صمت المجتمع الدولي وغياب التغطية الإعلامية.
وزار ليفي مناطق النزاع في السودان، وكشف عن أرقام صادمة، مشيرا إلى وجود أكثر من 12 مليون نازح من أصل 51 مليون نسمة، مؤكدا أن هذا النزوح الجماعي يعكس حجم المأساة التي تمر “تماما تحت رادار الإعلام العالمي”.
وشدد ليفي في حوار بُث عبر برنامج BFM Story بقناة BFMTV الفرنسية على أن ما يجري “ليس صراعا بين جنرالين، ولا نزاعا قبليا أو عرقيا كما يُروّج البعض”، بل هو “انقسام سياسي حقيقي بين مشروعين متناقضين لمستقبل البلاد”.
واتهم مليشيا الدعم السريع بأنها تمثل مشروعا تدميريا، واصفًا إياها بـ“مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت” ترتكب انتهاكات ممنهجة تشمل الحرق، النهب، القتل، والاغتصاب. وأضاف: “جمعت شهادات نساء تطاردك ليلًا ونهارًا… ما يجري هو إرهاب بالمعنى الكلاسيكي، على طريقة داعش والقاعدة.”
وكشف ليفي أنه نقل رسالة مباشرة من الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، دعا فيها إلى وقف الدعم الذي تتلقاه مليشيا الدعم السريع، معتبرا أن “الإماراتيين، الذين وقفوا في محطات كثيرة في الجانب الصحيح من التاريخ، يرتكبون اليوم خطأً سياسيا وأخلاقيا فادحا” بدعمهم للمليشيا، لكنه خطأ لا يزال قابلاً للتصحيح.
كما شدد البرهان – بحسب ليفي – على ضرورة إنهاء حالة “الخلط الخطير” التي تساوي في الخطاب الدولي بين الجلاد والضحية، محذرا من أن مساواة الحكومة الشرعية بالمليشيا المسلحة هو خيانة للواقع ومنح لغطاء جرائمها.
وأيد ليفي، موقف البرهان، مؤكدا أن الواقع في السودان واضح، وقال“لدينا من جهة حكومة سودانية شرعية يقودها مجلس سيادة ورئيس وزراء مدني، قد تكون لها أخطاؤها، لكنها تظل كيانا رسميا معترفا به. ومن جهة أخرى، مليشيا إرهابية ترتكب جرائم ضد المدنيين وضد الإنسانية.”
وخلص إلى أن ما يجري في السودان “ليس مجرد حرب أهلية”، بل هو مشروع لتدمير الدولة السودانية وتحويلها إلى “دولة تهريب” تبيع نفسها لأعلى المزايدين على حساب حضارة تضاهي الفراعنة.