آراء ومقالات

“نور أضاء الأرض… مولد من تهللت له السماء”بقلم د: علاء عماد الدين البدري

في صباحٍ لا يشبه كل صباح وفي يومٍ ما عرف التاريخ مثله ضياءً وجلالًا أشرقت الشمس على وجه الأرض ببهجة لم تألفها من قبل إذ بزغ نورٌ ليس ككل نور نورٌ هو من تجلت له السماوات وابتهجت له الأكوان واهتزت له الأرض طربًا وفرحًا إنه مولد سيد الخلق ورحمة الله المهداة للعالمين سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

لم يكن مولده الشريف حدثًا عابرًا في الزمان بل كان وعدًا إلهيًا تحقق وفتحًا مبينًا في تاريخ البشرية ففي تلك اللحظة المباركة علت نداءات السماء بأن النور قد أضاء الأرض وتجلى الجمال الإلهي حينما بشر سيدنا جبريل عليه السلام العوالم كلها بأن حبيب الله قد جاء وأن الرحمة قد نزلت وأن الخاتم الذي به تُختَم الرسالات قد وُلد.

وما أبلغ ما قيل في تلك اللحظة الخالدة حين بلغ الحبيب المصطفى في معراجه أبواب السماء ووصل إلى مقامٍ لم يبلغه أحد قبله فلما همّ سيدنا جبريل بمرافقته قال له “يا محمد هنا يقف جبريل فإن أنا تقدمتُ لاحترقت وأنت إن تقدمتَ اخترقت” فسبحان من أكرمه ورفعه وأدناه حتى خاطبه مباشرة دون وسيط: “ثم دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى”.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله، صلاةً لا تنقطع أبدًا ولا يُحدّ نورها أبدًا، صلاةً تليق بجلالك وجمالك وعظمتك.

نحن اليوم نعيش في كنف هذه الرسالة الخالدة نحن من اختارنا الله بعناية لأن نكون من أمة سيدنا محمد أمةٌ لم تُكرم فقط برسالته بل بحمله لهمّها ودعائه لأجلها وتبشيره بها يوم القيامة قائلًا: “أمتي، أمتي”. فما أعظمها من نعمة وما أجلها من كرامة.

لقد كان الله سبحانه وتعالى قادرًا على أن يجعلنا من أي أمة من الأمم السابقة لكنّ فضله وكرمه اقتضى أن نكون من أمة خاتم الأنبياء أمة القرآن أمة الرحمة أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فأي فخر بعد هذا الفخر؟ وأي شرف بعد هذا الشرف؟

في يوم مولده تتجدد المعاني في القلوب وتعلو القيم في النفوس ونستذكر رسالته الخالدة التي دعت إلى السلام، والعدل، والمساواة، والتراحم، والحب ونستلهم من سيرته الشريفة النور الذي يهدينا في دياجير الظلام والعزيمة التي تدفعنا لنكون خير أمة أخرجت للناس.

نسأل الله العلي القدير أن يبارك في أمتنا الإسلامية وأن يجمع كلمتنا على الحق كما أراد لنا نبيه الكريم أن نكون متحابين، متكافلين، متكاتفين، وأن نكون مفخرةً بين الأمم يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى